غضب عارم اجتاح الشارع المصرى بعد هزيمة المنتخب من تونس فى تصفيات الأمم الأفريقية، رغم أنهم السبب الحقيقى والأكثر واقعية فى هذه الهزيمة الموجعة التى قلصت من حظوظ البلد فى الترشح للبطولة المقرر لها فى المغرب مطلع العام الجديد. لاحظوا معى أن أول قرار اتخذه نظام مبارك أيام 25 يناير كان إلغاء مباراة القمة بين الأهلى والزمالك، وبعد ذلك إلغاء الدورى العام برمته، وجاء المجلس العسكرى وأعاد الدورى على مضض، فكانت مذبحة بورسعيد. وحتى الآن نعيش فى ظل قرار غبى بعدم حضور الجمهور للمباريات بحجة الخوف من تكرار موقعة الجلابية فى مباراة الزمالك والنجم الساحلى، أو ما حدث فى المحلة ثم فى بورسعيد بمباراتين للأهلى. كرة القدم تتكون من ثلاثة عناصر أساسية «المدرب واللاعبون والجمهور»، وفقدان أى عنصر من هذه العناصر أو الأضلاع الثلاثة يؤدى لضياع الوقت والجهد. مباريات كرة القدم دون مشجعين تصيب اللاعب بالإحباط وتفقد المدير الفنى القدرة على اختيار التشكيل الأفضل، هذا الوضع المشين للفريق القومى المصرى تشارك فيه الدولة بقرارها عدم حضور الجمهور للمباريات المحلية، ويشارك فيه الجمهور نفسه بعصبيته وسلوكه وعنفه فى الملاعب. لا تلوموا شوقى غريب أو حسام غالى أو على غزال أو أى لاعب، لكن لوموا أنفسكم أولاً، وإن كان لا بد من حل لهذه المهازل؟ فأقترح إلغاء مسابقات كرة القدم أو اتخاذ قرار سيادى بحضور الجماهير بدلاً من هذا العمل المشوه غير المكتمل العناصر، وإلا من فشل لفشل أكبر منه.