محمود طفل كفيف حفظ القرآن كاملا في سن التاسعة: يحلم بشقة ولقاء شيخ الأزهر

لم تمنع الإعاقة البصرية الشيخ محمود رمضان دربالة علي صاحب ال «13 سنة» من التميز، ولم تكن ولادته فاقدًا للبصر عائقًا في طريقه، بل كان فقدانه لبصره دافعًا له ليختم حفظ القرآن الكريم كاملاً في سن ال «9 سنوات»، وهو لا يزال تلميذًا بالصف الثالث الابتدائي، ولم يكتف بحفظ القرآن الكريم كاملًا، بل حاول أن يتفوق على نفسه فأتقن وأبدع في الإنشاد الديني وإلقاء الشعر، كما حصل على الإجازة العام الماضي في عمر «12 سنة»، ويدرس حاليًا القراءات العشرة، كما أنّه شديد التفوق في دراسته، وحصل على المركز الأول على الجمهورية في الشهادة الابتدائية الأزهرية للمكفوفين، كما حصل على مجموع 428 من 430 في نتيجة الصف الأول الإعدادي لهذا العام.
وُلد فاقدًا للبصر.. فختم القرآن في عمر التاسعة
وقال الشيخ محمود في تصريحات خاصة ل«الوطن» إنّه وُلد فاقدًا للبصر، ورغم ظروفه الأسرية البسيطة، حيث يعمل والده خفيرًا نظاميًا بأحد أقسام الشرطة، إلا أنّ والديه حرصا على تحفيظه القرآن الكريم، حتى ختم حفظه في عمر 9 أعوام، كما أنّ أشقائه الأربعة أتمّا حفظ القرآن الكريم أيضًا في سن صغير، فيما يحفظ شقيقه الخامس نصف القرآن فقط.
طفل كفيف تصدر مسابقات القرآن الكريم
وأشار إلى أنّه شديد الحرص على دخول مسابقات القرآن الكريم، ويكسب فيها باستمرار، مؤكدًا أنّ فقدانه البصر لا يمنعه من تحقيق أحلامه، ولا من الحياة فهو يخرج في قريته زاوية الكرادسة التابعة لمركز الفيوم ويتحرك بحرية، كما يذهب إلى مدينة الفيوم كثيرًا بمفرده، ولكن تذهب معه والدته في الأماكن المزدحمة خوفًا عليه.
مفاجأة.. شقيقه وُلد كفيفًا أيضًا
وفجّر الشيخ محمود مفاجأة، قائلًا: إن شقيقه الأكبر محمد وُلد كفيفًا مثله، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملًا صغيرًا، وهو الآن طالب بالفرقة الرابعة بكلية أصول دين جامعة الأزهر، كما يدرس شقيقه معتز بالصف الثالث الثانوي الأزهري قسم علمي علوم.
رغم صغره.. الطفل الكفيف شيخًا يُحفظ الأطفال القرآن
وأوضح أنّ الشيخ مفتاح عبدالرحيم إبراهيم، ساعده في حفظ القرآن الكريم منذ كان عمره سنتين فقط، وأنّه كان سببًا في إتقانه حفظ وتلاوة القرآن الكريم، حتى أصبح أصغر مُحفظ للقرآن الكريم، يُحفظ الأطفال القرآن رغم أنّ سنه لا يتعدى ال 13 عامًا، ناصحًا المكفوفين بعدم الاستسلام، وأن يكونوا دائما ذات عزيمة وإرادة ورغبة، ويعتبروا أنّ فقدانهم البصر هو منحة من الله لهم، وميزة ميزهم بها الله عن باقي البشر.
الطفل الكفيف: حفظ القرآن سر نجاحنا أنا وأشقائي
وأشار إلى أنّ حفظهم للقرآن الكريم هو سر نجاحه هو وأشقائه وتفوقهم، ناصحًا المُبصرين بعدم إهمال القرآن الكريم، وأن يكونوا دائمًا مع كتاب الله فيتقدموا ويرتقوا ويفوزوا في الدنيا والآخرة، موضحًا أنّه يحلم بدخول كلية أصول دين قسم تفسير ويصبح مُعيدًا فيها.
الطفل الكفيف يحلم برؤية شيخ الأزهر
وعن أحلام الشيخ محمود، أكدّ أنّه يعشق الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر ويحلُم برؤيته وكان يتفوق في دراسته أملًا في تكريمه منه شخصيا، ويتمنى أن يوفر الرئيس عبد الفتاح السيسي رحلة عُمرة لوالديه تكريمًا لهما على شقائهما مع ابنيهما المكفوفين وحرصهما على تعليمهما وتحفيظهما القرآن الكريم.
الشيخ الكفيف نحلم بشقة سكنية
وعبرّ الشيخ محمود عن أمنيته في أن يتم توفير شقة سكنية لهم في القاهرة، خصوصًا أنّ شقيقه محمد سيُنهي دراسته الجامعية هذا العام، وسيكمل دراسته العليا، ولكنهم سيخرجونه من السكن الجامعي بعد إنهائه الدراسة، بالإضافة إلى أنّ شقيقه معتز سينهي دراسته الثانوية وسيلتحق بالجامعة في القاهرة وسيحتاج إلى سكن أيضًا، وأخيرًا، أنه عندما يلتحق بالجامعة سيحتاج إلى سكن، وظروف والده المادية بسيطة فلا يمكنه تحمل نفقات إيجار شقة أو شرائها بالقاهرة، مُناشدًا المسؤولين بتوفير سكن لهم يأويهم لحين إنهائهم دراستهم الجامعية.