وجه الدكتور راغب السرجاني، المسؤول بقسم التربية بتنظيم الإخوان، رسالة جديدة لجماعة الإخوان بعنوان "ولكن لا تحبون الناصحين"، يبين فيها أن أبناء الجماعة لا يقبلون النصح إلا إذا وافق أهواءهم. وأضاف "السرجاني"، ردا على الانتقادات التي وجهت له بسبب مقالته الأخيرة، التي تحدث فيها عن طاعة الحاكم: "يتوتَّر كثير من الناس إذا تقدَّم لهم أحدٌ بنصيحة، خاصة إذا كانت النصيحة تدعوهم إلى تغيير مسارٍ قضوا فيه فترة من عمرهم، ولو كانت فترة قصيرة، لأنهم لا يحبون التغيير بشكل عام، أو يخافون منه، أو يكرهون اكتشاف أنهم كانوا على خطأ طوال هذه الفترة فيدفعهم كل ذلك إلى ردِّ النصيحة؛ بل والهجوم على الناصح، ولو كان أمينًا". وتابع في رسالته على موقع "فيس بوك": "درِّبوا أنفسكم على سماع النصيحة، واقبلوا من هذا وذاك نصحه، فإن أعجبكم فبها، وإن كرهتموه رددتموه بأدب، ولا تحرموا أنفسكم من خبرات الآخرين، ولا تحرقوا مراكبكم، ولا تُطلقوا الأحكام على قلوب الناس فإنها سرٌّ بين الله وعباده، تَفَكَّروا في نصيحة المحبين لكم، وأخرجوا من معسكركم المغلق، فالخير ليس محدودًا في داخله، إنما يعيش في الكون معنا الآلاف ممن ينصحوننا بحبٍّ، ويُريدون لنا الخير بصدق، فوَسِّعوا مدارككم، وارصدوا المقدمات والنتائج، وراجعوا النصائح القديمة من هذا وذاك، لتعلموا صحَّة طريقكم من عدمه، وإياكم والتكبُّر عن تعديل المسار إن تبيَّن لكم الخطأ فيه". وعن حملة التشويه التي قادتها الجماعة ضده، قال السرجاني: "يعلم الله أنَّ عندي ردًّا علميًّا مُوَثَّقًا ومتينًا على كل ما ذكره العلماء، أو كل ما علَّق به أبنائي على الموقع، لكني لا أريد أن نعيش في جوِّ المناظرات والتشتُّت، ويعلم الله كذلك أني كنتُ أتمنى أن تكون لي معكم في هذه الفترة أيها الأبناء الفضلاء كلماتٌ كثيرة أتناول فيها ما أراه صالحًا لزماننا وأحوالنا على الأقل من وجهة نظري وواقع دراستي للسيرة والتاريخ، ولكن هالني ما رأيتُه من خروجٍ عن آداب الحوار، وأفزعتني حالة الصمم عن سماع النصيحة؛ خاصة من أبنائي الذين هم في أول طريق العلم، ثم الجدل المقيت الذي يقود إلى الشحناء والبغضاء، إضافة إلى حالة الاستنفار التي قادها بعض رجال الدعوة والعلم على صفحات الإنترنت والفضائيات، وعن طريق البيانات والتصريحات، يُهاجمون فيها شخصي، ويتعرَّضون، في غيابي، لاسمي؛ مع أني على مدار ما يقرب من ثلاثين سنة من العمل الدعوي لم أُصَرِّح قطُّ بنقد عالمٍ بعينه، أو داعية بشخصه؛ بل كنتُ أحفظ للجميع من كافة الاتجاهات هيبته، وأُوَقِّر للكلِّ ذِكْرَه، ومع أني ذكرتُ رأيًا لي على موقعي، ولم أقتحم موقع أحد، ولم أُهاجم الآراء الأخرى، مع أن الجميع يُشاهد آثارها".