"لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فو الله الذي لا إله إلا هو لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم".. مقولة مأثورة عن الزعيم الوطني أحمد عرابي، في مثل هذا اليوم من عام 1881 م، قالها في وجه الخديوي توفيق وسط آلاف المصريين بقصر عابدين.. حاملين العديد من الإصلاحات فيما عرف تاريخيًا ب"الثورة العرابية"، وبعد ثورة 23 يوليو 1952، تم اعتماد تاريخ خطاب عرابي أمام الخديوي عيدًا للفلاح المصري. "الفلاح" هو المزارع أو الشخص القائم على الزراعة في الحقل، والفِلاحة من أقدم المهن على الإطلاق، وتقوم مهنة الفلاح على غرس الفسائل ونثر البذور وسقي المزروعات واستصلاح الأرض وحرثها ثم حصاد المحاصيل وتجهيز ميدان العمل للزراعة. قبل 62 عامًا، أصدر الزعيم الراحل يوم 9 سبتمبر 1952، أول قانون للإصلاح الزراعي وتحديد سقف للملكية الزراعية بعد قرون من السخرة والفقر والتبعية لصحاب الأملاك، وبعد إنهاء الحكم الملكي والإطاحة بالملك فاروق وإعلان الجمهورية قرر "عبدالناصر" منح المصري البسيط أول حقوقه من النظام الجمهوري باستقطاع أراضي الإقطاعيين الشاسعة وتوزيعها على المزارعين الصغار بمعدل خمسة أفدنة لكل فلاح، واعتمد يوم 9 سبتمبر من كل عام عيدًا للفلاح المصري. حياة مليئة بالحرمان والاستغلال البدني عاشها فلاحو مصر تحت رحمة أصحاب الأراضي، ومع اندلاع ثورة 1952 وصدور قانون الإصلاح الزراعي أُنشئت جمعيات الإصلاح الزراعي لتتولى استلام الأرض من الملاك، وصاحب قانون إنصاف الفلاح تغيرات اجتماعية منها؛ عودة قيمة وأهمية للفلاح المصري، واسترداده أراضي أجداده التي حرم من تملكها آلاف السنين، كما ترتب على القانون أيضًا توسع بزراعات كثيرة أهمها القطن والقمح.