قال الدكتور ياسين الفقي، استشاري أمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي، إن كثيرًا من المواطنين يخافون للغاية من انعدام الحيوانات المنوية بشكل مفاجئ، خاصة عندما يُجرى تحليل سائل منوي ويلاحظ انعدامها مما يحدث صدمة للرجال ويعتبرها إنهاء لحياته الأسرية، موضحًا أن كل 8 يُعالجون من تأخر الإنجاب من الرجال بينهم واحد مصاب بانعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي. وأضاف «الفقي»، خلال حواره مع الإعلامية أمينة مهدي وإيناس الليثي، في برنامج «صحتك بالدنيا»، على شاشة سي بي سي، عند انعدام الحيوانات المنوية لدى المصاب بعد التحليل يجرى تشخيص الحالة المرضية ومحاولة معرفة السبب الرئيسي، مع سؤال المريض بأنه لو سبق إجراء أي عمليات على الخصية أو في الجسم ممكن تؤثر على انعدام السائل المنوي، ويجرى فحصه سريريًا مع إعطاء الدواء اللازم للمريض. وتابع: «انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي يُعد من أهم أسباب العقم لدى الرجال، خاصة إذا كان الانعدام لأسباب غير انسدادية في الوعاء الناقل للحيوانات المنوية، كما أن المسح الميكروسكوبي للخصية يعتبر من أفضل الحلول والتقنيات الحديثة التي تساعد على البحث عن الحيوانات المنوية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل انعدام الحيوانات المنوية، والذين سبق لهم أن أجروا عملية تفتيش عن الحيوانات المنوية بواسطة السحب عن طريق الإبرة أو الذين أُجريت لهم عملية فتح للخصية وأخذ عينة بسيطة منها بالطرق التقليدية». وأوضح أن تقنية المسح الميكروسكوبي هي من عمليات جراحة اليوم الواحد، و يستطيع المريض المغادرة في نفس اليوم وممارسة حياته الطبيعية، مشيرًا إلى أن تلك العملية تجرى غالبًا باستخدام التخدير الموضعي أو النصفي أو التخدير العام حسب الحالة، وتستغرق من ساعة إلى ثلاث ساعات، كما يجرى البحث بشكل دقيق جدا بكافة أنحاء الخصية للوصول إلى مناطق صغيرة ودقيقة جدا. كما ذكرت أن عملية المسح المجهري المعروفة تعتبر أحد أهم الحلول العلمية التي تُساعد المرضى المُصابين بانعدام الحيوانات المنوية على البحث بدقة عن الحيوانات المنوية داخل الخصية، وتتم هذه العملية على المرضى الذين قد تم سحب جرعة من الخصية لديهم بواسطة الإبرة. وأردف أنه يجب فحص المريض إكلينيكيًا أولًا في العيادة للتأكد من عدم وجود أمراض عضوية أو أسباب تحول دون نجاح عملية المسح المجهري، كما يجب إجراء بعض الاختبارات الطبية الكيميائية أيضًا قبل الخضوع للعملية مثل قياس نسبة الهرمون المُنشط للغدة الدرقية TSH الذي يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية في المخ، إلى جانب قياس نسبة هرمون الذكورة، مشيرًا إلى أنه من المهم أن يتم إجراء الفحص الوراثي للكروموسومات قبل عملية المسح المجهري، كما أن عملية المسح الميكروسكوبي بسيطة جدًا وتجرى خلال يوم واحد ولا تتطلب من المريض أن يبقى راقدًا وإنما يُمكنه ممارسة أنشطته اليومية في اليوم التالي. وأكد «الفقي» أنه يمكن استخدام أي نوع من أنواع التخدير بها سواء موضعي أو كلي أو نصفي وفقًا لحالة المريض وتستغرق ساعة واحدة، كما أن عملية المسح الميكروسكوبي تُعد أفضل الوسائل المتاحة حتى الآن للتخلص من مشكلة انعدام الحيوانات المنوية، مشيرًا إلى أن عملية المسح لا تؤدي إلى حدوث أي تأثيرات سلبية على أنسجة الخصية، وخصوصًا أنها تتم بشكل مجهري يُساعد على تجنب أي ضرر قد يحدث سواء للأنسجة أو الأوعية الدموية، كما أن عملية المسح الميكروسكوبي تساعد على تجنب الضرر الذي قد يحدث لبعض الأشخاص الذين خضعوا للتفتيش بالإبرة أو فتح الخصية الذي يُصاحبة آلام مستمرة وتورمات وضمور في بعض الأحيان.