في ظل مواجهة الدول والحكومات لفيروس كورونا المستجد، أصدر مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقريرا صادما، بأنه خلال فترة الجائحة، ارتفع عدد متعاطي المخدرات بنسبة 42%. اقرأ أيضًا.. تسجيل لقاح كورونا الأممالمتحدة: 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات بالعالم في 2020 وفقا لتقرير المخدرات العالمي الذي نشره مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تعاطى نحو 275 مليون شخص المخدرات، وعانى 36 مليون شخص من مضاعفات تعاطي المخدرات، بالعالم العام الماضي أثناء جائحة فيروس كورونا. وقال التقرير الأممي إن عدة دول شهدت ارتفاعا في نسب تعاطي الحشيش المخدر (القنب) خلال جائحة كورونا، مشيرا إلى أنه بحسب استطلاعات رأي للعاملين بالصحة في 77 دولة، كشف عن زيادة 42 بالمائة بين متعاطي الحشيش، وارتفاعا في تعاطي العقاقير الطبية المخدرة لغير أغراض العلاج في الفترة نفسها. وأضاف أنه خلال الأربع والعشرين عاما الأخيرة، ارتفع تعاطي الحشيش أربعة أضعاف وتراجعت نسبة المراهقين الذين يعتبرون الحشيش ضارا بنحو 40 بالمائة، رغم وجود أدلة على ارتباط الحشيش بعدة أضرار صحية، بين متعاطيه بانتظام على المدى الطويل. وبحسب أحدث التقديرات العالمية، تعاطى نحو 5.5 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما، المخدرات على الأقل مرة واحدة العام الماضي، فيما يعاني 36.3 مليون شخص أو 13 بالمائة من إجمالي عدد متعاطي المخدرات من مضاعفات ناجمة عن تعاطيها. وعلقت الدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية للمكتب على ذلك التقرير، بقولها إن منظور قلة مخاطر تعاطي المخدرات ارتبط بارتفاع معدلات تعاطيها، وتظهر نتائج تقرير المكتب الحاجة لسد الفجوة بين المنظور والواقع لتوعية الشباب وحماية الصحة العامة. ويقدر عالميا أن أكثر من 11 مليون شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، يعاني نصفهم من مرض التهاب الكبد الوبائي، فيما يتصدر الأفيون قائمة مسببات الأمراض الناجمة عن تعاطي المخدرات، بحسب التقرير الدولي. أطباء: فترة الإغلاق ولدت ضغوطا نفسية دفعت الكثيرين للإقبال على المخدرات فيما فسر أسباب ذلك، الاستشاري النفسي الدكتور جمال فرويز، بأن ذلك يرجع إلى فترة الإغلاق التي شهدها العالم لعدة أشهر، العام الماضي، والتي ولدت شعورا بالعزلة بين الكثيرون، بجانب الضغوط النفسية. وأضاف فرويز، ل «الوطن»، أنه من بين أسباب تلك الزيادة أيضا هو فصل البعض تعسفيا من أعمالهم والأزمات الاقتصادية بالعالم جراء الجائحة، لذلك اتجهوا للمخدرات، بالإضافة لوجود ميول بين البعض في التعاطي لذلك خلال العزلة اتجهوا لذلك، بهدف الهروب من الواقع والمخاوف الضخمة من الفيروس. وتابع أنه ساعد في ذلك عدم ارتفاع أسعار المخدرات لذلك أقبل عليها الكثيرون، مشددا على أن التوعية بين الشباب تجنب الانخراط في تعاطي المخدرات. وشاركته في الرأي نفسه، الدكتورة عزه صيام، أستاذ علم الاجتماع، بقولها إن ارتفاع نسبة متعاطي المخدرات خلال العام الماضي، أثناء انتشار الجائحة ناتجا عن الأزمات الاقتصادية والضغوط والمخاوف العالمية من الفيروس الجديد، مشيرة إلى أن تلك الزيادة ظهرت بين الشباب الراغبين في الانسحاب من المجتمعات وغير متحملي المسئولية، وتجاهلهم لمخاطرها.