مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتداول العديد من الأسئلة ومنها حكم الأضحية عن الميت، وهو السؤال الذي ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف نصه كالتالي: «والدي توفاه الله، فهل يجوز الأضحية عنه، خاصة وأنّه كان محبا لهذه الشعيرة؟»، حيث يتساءل عن حكم الأضحية عن الميت وهو الأمر الذي أجابت عن لجنة الفتوى، موضحة أنّه من الجائز شرعا أن يضحي الابن عن أبيه الميت، ومن الراجح من أقوال أهل العلم ويصل ثوابها إلى والده الميت، وذلك بحسب مذهبي الحنفية والحنابلة. حكم الأضحية عن الميت واستدلت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، على ذلك بما قاله أبو داود صاحب السنن في باب الأضحية عن الميت، حيث ذكر بإسناده عن حنش فقال: رأيت عليا رضي الله عنه يضحي بكشبين فقلت له: ما هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه، وكان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. كما ورد سؤالا آخر نصه «هل تجوز الأضحية عن الميت؟، وهل الأفضل أن أضحي عن نفسي وأهب الثواب للميت؟»، وكانت الإجابة أنّ الحنفية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلى جواز التضحية عن الميت، إلا أنّ المالكية أجازوا ذلك مع الكراهة، وذلك لأن الموت لا يمنع التقرب عن الميت كما في الصدقة والحج. وتابعت لجنة الفتوى بشأن حكم الأضحية عن الميت، أنّه صح أنّ رسول الله ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه، والآخر عمن لم يضح من أمته. ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» وذبح الأضحية عنه من الصدقة الجارية؛ لما يترتب عليها من نفع المضحي والميت وغيرهما
