استمرت جهود مكافحة فيروس كورونا القاتل فى محافظات مصر، وواصلت وزارة الصحة والسكان رفع درجات الاستعداد القصوى بجميع المستشفيات لاتخاذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا أو غيره من الأمراض المعدية، وخصصت للمواطنين خطاً ساخناً «105» لتلقى الاستفسارات حول أى فيروسات أو أمراض والإجابة عنها من مصادرها الرسمية، وحذرت المواطنين من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً فى ظل ما يتردد عن انتشار الفطر الأسود عالمياً. وحددت الوزارة فى منشور لها أمس، الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض الفطر الأسود، فى «مرضى السكرى غير المتحكم به والمتأثرون بمضاعفاته الشديدة خاصة الغيبوبة السكرية المصحوبة بحموضة الدم، ومرضى السرطان فى حالاته المتأخرة، والإيدز، ومرضى نقل الأعضاء أو نقل الخلايا». وكشفت أن أعراض مرض الفطر تتمثل فى الحمى والسعال وضيق التنفس والإسهال وتورم فى جانب الوجه والصداع والاحتقان، وأن المسئول عن حدوث هذا المرض هو بعض أنواع الفطريات التى تنتمى لعائلة «العفنيات»، التى تعيش فى البيئات الرطبة مثل التربة أو المواد العضوية المتحللة مثل الأوراق أو الأسمدة أو الخشب، وهذه الفطريات تسمى ب«الفطريات المخاطية». وأشارت الوزارة إلى أن مصادر العدوى فطريات مقاومة للحرارة توجد فى البيئة، وتشير دراسات تمت بأخذ عينات بيئية إلى أن هذه الفطريات توجد بشكل شائع فى التربة، ولكن نادراً ما توجد فى عينات الهواء التى تختبر لوجود الجراثيم الفطرية. والتقت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أمس، أوريليا نجوين، المدير العام لمرفق «الكوفاكس» التابع للتحالف الدولى للقاحات والأمصال «GAVI»، وذلك بمقر البعثة الدائمة للأمم المتحدة بالسفارة المصرية فى جنيف، خلال زيارتها مدينة جنيف بسويسرا، وقال الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والمتحدث الرسمى للوزارة، إنه تم خلال اللقاء مناقشة خطة التوريد العاجل لدفعات لقاحات فيروس كورونا إلى مصر، وتوريد الدفعات المستقبلية ضمن الربع الثانى للاتفاقية على مدار شهرى يوليو وأغسطس المقبلين، من خلال مرفق «كوفاكس»، الذى شاركت فيه مصر منذ شهر ديسمبر 2020، وتحصل مصر من خلاله على 40 مليون جرعة من لقاحات كورونا. وأضاف أن الوزيرة أكدت استقبال نحو 1.9 مليون جرعة «أسترازينيكا» من مرفق «كوفاكس» خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الاجتماع تطرق أيضاً لمناقشة التحديات التى تواجه التوزيع العادل للقاحات، حيث أبدت الوزيرة استعداد مصر للتعاون مع مرفق «كوفاكس» ومختلف المُصنعين لإنتاج اللقاحات فى المصانع المصرية، للمساهمة فى تسريع توريدها لمختلف الدول، كما استعرضت الخطوات التنفيذية التى اتخذتها مصر لتصنيع اللقاح محلياً، مؤكدة قدرة وجاهزية مصر لتصنيعه من خلال مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا». من جهة أخرى، كشف مصدر طبى بمستشفى العريش العام عن الاشتباه فى حالة إصابة ب«الفطر الأسود» لرجل مسن من المصابين بفيروس كورونا، الذين يخضعون للعلاج داخل قسم العزل بالمستشفى، وأكد المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن الأطباء العاملين بقسم العزل اشتبهوا فى إصابة أحد المصابين المحتجزين داخل القسم ب«الفطر الأسود»، وتم وضع الحالة تحت المراقبة التامة، واستدعاء طبيب أنف وأذن وحنجرة لفحص الحالة، والتأكد ما إذا كان مصاباً ب«الفطر الأسود» أم لا، مضيفاً أنه فى حالة ثبوت إيجابية الحالة، ستكون أول حالة إصابة ب«الفطر الأسود» يتم رصدها فى شمال سيناء، لأنه لم يتم الكشف أو التعامل مع أى حالات إصابة أو اشتباه فى السابق. يذكر أن «الوطن» سبق لها أن نشرت تقريراً قبل يومين، تضمن رسالة طمأنة للمواطنين بعدم القلق والخوف من «الفطر الأسود»، وفقاً لما أكده الدكتور شريف رفعت، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية فى كلية الطب بجامعة الفيوم، مؤكداً أن علاج هذا المرض متوفر فى مصر بشكل كبير، ويجرى توزيعه على المستشفيات. وقال «رفعت» ل«الوطن»، إنه «لا داعى للهلع أو الخوف إطلاقاً، سواء من الفطر الأسود أو غيره»، مشيراً إلى أن المنظومة الطبية وخبرات وقدرات الأطباء المصريين على استعداد للتعامل مع أى جائحة أو وباء، أو أى مرض. وتابع: «ماعندناش حاجة نخاف منها»، داعياً المواطنين إلى الحصول على أى معلومة طبية من مصادر موثوقة، لتجنب حدوث بلبلة نتيجة المعلومات المغلوطة والشائعات التى تتردد على بعض مواقع التواصل الاجتماعى. وفى دمياط، قال الدكتور أشرف العزب، مدير إدارة المستشفيات ومسئول ملف كورونا بمديرية الصحة بالمحافظة، إنه لم تظهر بالمحافظة أى إصابات بالفطر الأسود، مؤكداً استعداد المديرية لظهور أى إصابات بهذا النوع، مضيفاً: «تم انتداب أطباء رمد وأنف وأذن لمستشفيات الحميات والصدر لمتابعة الحالات، حيث تتم تغطية المستشفيات على مدار الأسبوع». وأكد «العزب»، ل«الوطن»، أن نسبة إشغال الأسرَّة بمستشفيات العزل بلغت 50% على مستوى المحافظة أو أقل ولم تسجل إصابات جديدة بين الأطفال بفيروس كورونا خلال الشهر الأخير، فيما سُجلت حالتا وفاة جديدة فى صفوف الأطباء خلال الشهر الجارى بكورونا ليبلغ مجمل من توفوا متأثرين بالفيروس 22 طبيباً. وفى محافظة بنى سويف، أعلن اللواء وليد البيلى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف، شن حملة من الوحدة المحلية، أمس، قادها نائبا رئيس الوحدة، بالتعاون مع شرطة المرافق، ضمن خطة الدولة الشاملة لمجابهة تداعيات فيروس كورونا، وتنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء واللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، التى تشترك فى تنفيذها كل الأجهزة الحكومية. وأشار «البيلى» فى بيان إلى أن الحملة تمكنت من تحرير 30 محضراً لعدم الالتزام بارتداء الكمامات، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المخالفين، لعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، موضحاً أن الحملة استهدفت متابعة التزام قاعات الأفراح بمواعيد الغلق المقررة والإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وتمكنت الحملة من ضبط وتحريز 11 شيشة من داخل عدد من المقاهى، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين. من جانبه أكد الدكتور محمد هانى غنيم، محافظ بنى سويف، ضرورة استمرار متابعة تنفيذ تكليفات مجلس الوزراء فيما يتعلق بتحصيل الغرامة المقررة على مخالفى الإجراءات الاحترازية، التى بدأ تطبيقها منذ بداية يناير الماضى، والغلق الكامل لدور المناسبات، والمتابعة الميدانية والتأكيد على الالتزام بالإجراءات، ضمن خطة الدولة الشاملة لمواجهة تداعيات الفيروس
