بسبب نصف ساعة من الظلام فى مستشفى أسوان الجامعى، دفع السائق رمضان عبدالحليم إبراهيم البالغ من العمر 45 عاماً، حياته، بعد أن دخل المستشفى إثر تعرضه لحادث مرورى، مصاباً بنزيف داخلى وارتشاح، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى فى غرفة العناية المركزة، وتحسنت حالته الصحية نسبياً، إلا أن انقطاع التيار الكهربائى عن غرفة العناية المركزة لأكثر من 30 دقيقة، أدى إلى توقف أجهزة التنفس الصناعى، وبعد فشل محاولات إعادة التيار، بدأ «رمضان» ينازع الموت، وحاول الأطباء إسعافه بالتنفس اليدوى دون جدوى، فتوفى إثر الواقعة. «الوطن» حصلت على تقرير مستشفى أسوان الجامعى، موقعاً من قبل الطبيب، عبدالودود محمود أحمد، الذى صمم على تحريره بحقيقة الواقعة رغم ضغوط إدارة المستشفى لتزييفه، وأفاد التقرير بوفاة المريض إثر انقطاع الكهرباء لمدة تزيد على نصف ساعة عن غرفة العناية المركزة، وفشل محاولات إسعافه يدوياً، ما أدى إلى توقف وظائف القلب والتنفس، وأوصى الطبيب فى نهاية تقريره بنقل الجثة للمشرحة تحت تصرف النيابة. مات «رمضان» ودفنت معه قصته، التى أضاعها ذووه حينما أسرعوا بإنهاء إجراءات الدفن بعد أن نصحهم موظفو المستشفى بضرورة عدم اتهام أى مسئول بالإهمال أو التقصير حتى لا يتم احتجاز الجثة بمشرحة أسوان لأيام بغرض تشريحها، وأكدوا لهم أن «إكرام الميت دفنه»، وبالفعل رفض أهل المريض اتهام المسئولين، وتسلموا الجثة من مشرحة أسوان العمومية بعد أن عاينها الدكتور السيد إبراهيم، مفتش الصحة بأسوان، وأفاد فى تقريره بأن سبب الوفاة «نزيف حاد بالمخ ولا توجد شبهة جنائية».