لم يحدث فى مصر شىء منذ 25 يناير 2011 إلا بإرادة الشعب المصرى، فهو الذى قام بالثورة على الظلم والفساد، وخدعه البعض من المنتفعين والمأجورين، واختلط عليه الأمر وسط فوضى وضبابية، فاختار الإخوان المسلمين لحكم أكبر وأعرق دولة فى الشرق الأوسط! عندما اكتشف الشعب العظيم خطأه، كانت إرادته، فأسقط الإخوان الإرهابيين، واختار الرجل الذى احترم إرادته، المشير عبدالفتاح السيسى، وأتى به على رأس السلطة. جاهلٌ من يعتقد أن هناك من يستطيع أن يخدع هذا الشعب، أو يفرض عليه إرادته، أو يُملى عليه اختياراته، فمن يحترم هذا الشعب سيحمله على رأسه، ومن يستخف به سينزل به إلى سابع أرض. «الشعب يريد عدلى منصور رئيساً للبرلمان»، فرحت بهذا الهاشتاج الذى ظهر على تويتر منذ يومين، لم أفرح لأنى طرحت فى مقالى الأسبوع الماضى هذه الفكرة وقلت: «انتخبوا عدلى منصور»، وتبناها الإعلامى المحترم د. معتز عبدالفتاح فى برنامجه على شاشة المحور «باختصار»، فكثيرون غيرى وقبلى كانوا يتحدثون فى هذا الأمل والاقتراح، وإن كان على استحياء وتردد؛ شكاً فى قبول الرجل لهذه الفكرة تعففاً وحياء، وهذا ما أكده الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، عندما أعلن أنه طرح على المستشار عدلى منصور أن يكون رئيساً للبرلمان بعد أن يعينه فيه الرئيس السيسى، ولكنه اعتذر عن هذه المهمة. سبب سعادتى أن الشعب يريد، تقدمت الطلب والرجاء والرغبة فى الهاشتاج، عاكسة إرادة شعبية، فلا أحد يرفض إرادة الشعب، من قبله فعلها السيسى واستجاب للإرادة الجارفة للشعب، فهل يرفض منصور؟! نعرف أن المستشار الذى يجلس على أعلى منصات القضاء، أصابه الزهد بعد أن رأى وعرف خلال عام حكمه لمصر ما لم يره ويعرفه من قبل، ورأيناه زاهداً فى أى منصب سياسى، ولكن عندما يريد الشعب، وتكون مصر فى هذا الظرف التاريخى الصعب، ويجتمع اللئام والأشرار على مصر، فإن الواجب عليه أن يستجيب ويكون خير عون للسيسى فى هذه المرحلة. أتوقع وأتمنى فى المرحلة المقبلة أن تتفق الأحزاب والتحالفات السياسية والقوى الشبابية على الالتقاء بالمستشار عدلى منصور وإقناعه بأهمية وجوده كرئيس للبرلمان، وأن هناك إجماعاً بينها عليه، وخلق حالة من التوافق حوله وحول تركيبة البرلمان المقبل الذى يراهن المحبون على نجاحه، ويحاول الكارهون بكل الطرق إفشاله قبل أن يبدأ، فلنُفشل مخططهم ولنواصل إنجاح خريطة الطريق، فالباقى على الاكتمال خطوة، ولن تكون إلا بإرادة الشعب.