نقص مراكز قسطرة القلب في بعض المحافظات، جعل مرضى القلب في مصر ينتظرون للموت بين الحين والآخر، ومن محافظة لأخرى يتنقل المرضى في محاولة لإنقاذ حياتهم التي تغاضت عنها وزارة الصحة، وقد لا تسعفهم سيارات الإسعاف في حالة الخطورة عند نقلهم لمحافظة أخرى تتوفر بها مراكز للقسطرة، فضلًا عن انتظار الأدوار في طوابير العلاج، وهو ما ساعد على انتشار تجارة قسطرة القلب، بل تهريبها أحيانًا لبيعها بأغلى الأسعار للمرضى القادرين. وتبرر وزارة الصحة النقص في مراكز قسطرة القلب بارتفاع تكلفتها، رغم وجود جهاز للقسطرة في أماكن يتم استخدامه فيها بشكل سيئ ولافتقاره إلى فريق طبي مؤهل، ما يؤدي لإهدار المال العام. ويرى الدكتور محمد حسن خليل، استشاري أمراض القلب بالتأمين الصحي، أن القسطرة تحتاج لرعاية طبية متقدمة، وضرورة أن تتوافر في أماكن رئيسية لتغطي عدة أماكن ذات كثاقة سكانية كبيرة، موضحًا، ل"الوطن"، أن مراكز قسطرة القلب تتطلب مبالغ مالية كبيرة وتحتاج لفريق طبي خاص، وبالتالي يجب أن تغطي قطاعًا كبيرًا من المرضى، أي أنه يعمل بحد أدنى ل100 حالة في الشهر. وقال خليل: "إذا توفَّر جهاز لقسطرة القلب في كل مكان سيكون عبئًا ماليًا كبيرًا على الدولة، وإن سيارات الإسعاف تؤدي دورًا مهمًا في نقل المرضى من وإلى المحافظات"، كاشفًا عن وجود جهاز لقسطرة القلب في "الواحات" لم يتم العمل به إلى الآن رغم تكلفته التي وصلت إلى خمسة ملايين جنيه؛ نظرًا لعدم وجود فريق طبي مجهز، فضلًا عن الأعداد القليلة للمرضى لأنه يعمل وفقًا لمعدلات معينة في المتوسط من 500 إلى 1000 حالة سنويًا، ما يعد إهدارًا للإمكانيات. من جانبه، قال دكتور محمد سمير فياض، رئيس المؤسسة العلاجية الأسبق: "يجب أن تتوافر قطاعات علاجية شاملة لكل الاحتياجات الطبية لتغطي محافظتين أو أكثر، توفيرًا للإمكانيات"، مضيفًا أن منظومة التأمين الصحي تقوم بتغطية كل احتياجات المرضى على مستوى القطاع وليس المحافظة. وكشف مصدر بوزارة الصحة، رفض ذكر اسمه ل"الوطن"، أن هناك محافظات عديدة تخلو من وجود مراكز لقسطرة القلب، مثل شمال سيناء والقليوبية والسويس والأقصر والبحيرة وكفرالشيخ والفيوم والوادي الجديد، وكانت دمياط في تلك القائمة حتى تم افتتاح مركز بها الشهر الماضي، ونقص مراكز القسطرة من المحافظات يعرِّض حياة المريض للموت. وقال المصدر إن قوائم الانتظار تصل إلى سنة أو سنتين لمرضى القلب، كما أن عملية النقل بسيارات الإسعاف في الحالات الخطيرة غير آمنة لإنقاذ حياته، وقد ينتقل من محافظة لأخرى، معرِّضا حياته للموت المحقق. وتساءل المصدر: "إلى أين يتم إنفاق ميزانية وزارة الصحة التي تبخل على مرضى القلب بعمل مركز لهم في كل محافظة، وعلى النقيض تقوم بعمل جهاز في الواحات لا يتم استخدامه لسوء التخطيط، ما يساعد على إهدار المال العام". وتابع: "انتشرت تجارة قساطر القلب بمصر فقد تم ضبط 400 قسطرة مهربة من دبي لبيعها في مصر وضبط سيدة في مطار القاهرة ومعها 200 قسطرة تبلغ قيمتها مليون جنيه مصري، والسبب وزارة الصحة".