للمرة الثانية على التوالي، قررت شركات الحديد المحلية رفع أسعار حديد التسليح خلال 6 أيام، ليتخطى السعر حاجز ال14 ألف جنيه للطن للمرة الأولى، في إشارة واضحة إلى استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الحديد خلال الفترة المقبلة، على خلفية عدة عوامل خارجية وداخلية. ليست الزيادة الأولى ولم تكن الزيادة التي أقرتها شركات الحديد هي الأولى من نوعها على مدار الأشهر القليلة الماضية، ففي نوفمبر الماضي، أعلنت شركات الحديد عن زيادة أسعار الطن بقيمة 500 جنيه، كأول زيادة في الأسعار بعد نحو 10 أشهر من الاستقرار والركود في الأسواق، ثم لحقتها زيادة أخرى بنفس القيمة بعد أسبوع واحد فقط. وفي 23 ديسمبر الماضي، قررت الشركات زيادة السعر بواقع 1000 جنيه في الطن دفعة واحدة، ليقفز الطن من 9600 جنيه كمتوسط إلى 13650 في المتوسط، كسعر «تسليم المصنع». وفي مطلع شهر مايو الجاري، أعلنت الشركات زيادة سعر الطن بنحو 150 جنيهًا، ليصل سعر الطن إلي 13800 جنيه، وهو الإعلان الذي تبعه زيادة أخرى تم إبلاغ التجار بها أمس، بقيمة تراوحت بين 150 إلى 300 جنيه للطن، ليصل سعر متوسط سعر الطن إلي 14200 جنيه. 14200 جنيه لطن حديد عز وبحسب الأسعار التي أرسلتها الشركات إلى التجار والموزعين، التي بدأ تطبيقها أمس الجمعة، فإن سعر طن حديد عز بلغ 14200 جنيه، وبشاي 14050 جنيهًا، والمصريين 14100 جنيه. وأرجع مصدر مسؤول بارز بإحدى شركات الحديد الارتفاعات الكبيرة إلى «الزيادة اليومية في أسعار الخردة»، وقال المصدر ل«الوطن» إنَّ الشركات لم تعد قادرة على مواكبة الارتفاعات الحالية في أسعار الخامات العالمية، لافتًا إلى أنَّه على سبيل المثال فقد ارتفع سعر الخردة من 421 دولارًا في منتصف شهر أبريل، إلى 471 دولارًا في 5 مايو الجاري، كما ارتفع سعر البيليت من 613 دولارًا إلى 630 دولارًا خلال الفترة ذاتها، وأشار إلى أن سعر حديد التسليح ارتفع في تركيا من 643 دولارًا إلى 700 دولار للطن. وأضاف المصدر، أنَّ التعافي الاقتصادي في الصين، واتجاه الدول المتقدمة لفتح اقتصاداتها تزامنا مع تسريع وتيرة توزيع اللقاحات، رفع الطلب بشكل كبير على كافة المواد الأولية، ومن بينها خام الحديد ومدخلاته، متابعًا «البورصات العالمية في حالة جنون». ارتفاع الخردة السبب وقالت شركة الاستشارات العالمية، وود ماكينزي، إنَّه من المتوقع أن تؤدي الزيادة الكبيرة في استهلاك الصلب مع خروج العالم من الركود الناجم عن وباء فيروس كورونا إلى دفع خام الحديد إلى مستوى غير مسبوق في ظل الطلب الكبير. وتنتج المصانع المحلية ما يقرب من 8 ملايين طن سنويًا، بينما يدور الاستهلاك المحلي حول 7.3 مليون طن، وشهدت الأسواق على مدار العام الماضي سيطرة حالة الركود، ما أدى إلى تراجع مبيعات الحديد، على خلفية أزمة انتشار فيروس كورونا، وتوقف تراخيص البناء، غير أن عودة التراخيص مجددا ستعيد تنشيط الطلب في السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، وفقا لتوقعات المصدر. 90% خامات مستوردة وقال مصدر بقطاع الحديد ل«الوطن» إنَّ مصر تستورد نحو 90% من خام الحديد والخردة، اللذان يعتبران من المصادر الرئيسية لصناعة الحديد، وبالتالي فإن أي تحركات في تلك الأسعار تنعكس بالتبعية على الأسعار المحلية، موضحًا أنَّه حال استمرار الأسعار الحالية كما هي فإن المصانع المحلية لن تتمكن من امتصاص تلك الزيادة وتثبيت الأسعار. ومن المتوقع أنَّ ينمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 5.8% في 2021، ليتجاوز مستويات ما قبل الوباء، وفقاً للرابطة العالمية للصلب. وبحسب وكالة «بلومبرج» فسوف يستمر استهلاك الصين، الذي يمثل حوالي نصف الإجمالي العالمي، في النمو من مستويات قياسية، تزامنا مع انتعاش الاستهلاك بقوة في بقية دول العالم.