عمره 114 عاماً.. عاشها فى بيئة لا تعرف للين العيش طريقاً، نشأ والشدائد من حوله، يفترش الأرض ويلتحف السماء ويُقيم حيث يوجد الماء، فلا يكاد يستقر فى مكان إلا ويؤذن مؤذن «يا قوم إنا لراحلون إلى مكان آخر». الحاج أغنيم حميد غنايم أبوجرير، تجاوز عمره القرن ب 14 سنة، إلا أنه لا يزال ينبض بالحيوية والصحة، يتحدث عن حياته بأدق التفاصيل، متذكراً فترات حياته، بدءًا من أيام حكم العثمانيين لمصر، ثم الاحتلال الإنجليزى وثورة يوليو والعدوان الثلاثى واحتلال سيناء ثم تحرير الأرض، وعهدى السادات ومبارك ثم ثورتى 25 يناير و30 يونيو. الحاج «أغنيم» من مواليد سيناء فى عام 1900 من عشيرة الجريرات قبيلة السواركة كان يعمل فى رعى الأغنام يرتحل بين شبه جزيرة سيناء وفلسطين التى كان يقضى بها 5 أشهر سنوياً قبل نكبة عام 1948. يجلس الحاج «أغنيم» وسط أبنائه وأحفاده وأولاد أحفاده الذين وصل عددهم أكثر من 85 ابناً وحفيداً، يتذكر قرناً من الزمان، وروى ل «الوطن» أدق التفاصيل عن أهم محطات حياته فهو ما زال يمشى على قدميه ويؤدى الصلاة بالمسجد القريب من منزله بحى «آل جرير» بمدينة العريش، ويصر على أداء الصلاة قائماً كما يقول أبناؤه ويرفض الصلاة جالساً. يقول نجله «الحاج غنايم»: والدى يعتمد اعتماداً كلياً على حليب الماعز الطازج ومشتقاته من الألبان طوال حياته ولا يأكل إلا الطعام الطازج، والآن يعيش على الحليب فقط وصحته جيدة، ولم يزر الطبيب طوال حياته سوى مرة واحدة لإجراء عملية جراحية فى عينيه لإزالة المياه البيضاء فقط.