لطاما تداولت وسائل الإعلام والسياسيون ونشطاء حقوق الإنسان، مصطلح الإبادة الجماعية، الذي يعني في اللغة الإنجليزية «genocide»، فمتى ظهر؟ وماذا نعرف عنه؟ وتستعرض الوطن في هذه السطور، تاريخ ظهور هذا المصطلح، وفقا لعدد من الصحف الأمريكية من بينها نيويورك تايمز وواشنطن بوست. لم يكن المصطلح موجودًا حتى عام 1944، عندما قام المحامي اليهودي البولندي رافائيل ليمكين بدمج الكلمة اليونانية للعرق أو القبيلة «geno» مع الكلمة اللاتينية «cide» التي تعني القتل، فأصبحت «genocide»، وذلك ليصف المذابح المزعومة لليهود على يد النازيين. وتم دمج هذا المصطلح في معاهدة الأممالمتحدة لعام 1948 التي جعلت الإبادة الجماعية جريمة بموجب القانون الدولي، إلا أنه نادرا ما وقعت محاكمات لجرائم الإبادة الجماعية. وتم إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة الجرائم بما في ذلك الإبادة الجماعية 1975-1979 في كمبوديا، والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، والفظائع التي وقعت في يوغوسلافيا السابقة. أما المحكمة الجنائية الدولية، التي تم إنشاؤها في عام 2002 جزئيا لملاحقة مثل هذه الجرائم، لديها قضية إبادة جماعية واحدة ومعلقة وهي التي تتعلق بمحاكمة الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير، والمطلوب بموجب مذكرتي توقيف في جرائم من بينها الإبادة الجماعية في منطقة دارفور من 2003 إلى 2008. ولا يمكن للمحكمة أن تنظر في الجرائم التي ارتكبت قبل إنشائها. وفي سابقة، قضت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأممالمتحدة، في يناير 2020 بضرورة اتخاذ ميانمار إجراءات لحماية مسلمي الروهينجا الذين قُتلوا وطردوا من ديارهم فيما وصفه متهمو البلاد بأنه حملة إبادة جماعية. وكان الحكم، الذي ليس له سلطة تنفيذية، نتيجة دعوى قضائية رفعت نيابة عن دول إسلامية أرادت من المحكمة إدانة ميانمار لانتهاكها معاهدة الإبادة الجماعية.