«كيرلس» يعود لبيع «السعف» أمام الكنائس بعد 365 يوما غياب

أمام كنيسة العذراء مريم والملاك غبريال بشارع سيف شرق الإسكندرية، عاد كيرلس وديد، 23 سنة، بائع السعف الشهير بتلك المنطقة، لبيع السعف من جديد بعد عام من الغياب بسبب إلغاء صلوات أسبوع الآلام وعيد القيامة العام الماضي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
الشاب العشريني، عاد بابتسامة عريضة على وجهه، ومعه رفقاؤه، يضفرون السعف ويصنعون منه الصلبان والأشكال المختلفة، بينما تهافت عليهم المصلين عقب انتهاء قداس سبت لعازر، ليعاودون شراء السعف مرة أخرى بعدما حرمتهم كورونا العام الماضي من ذلك الفعل، إلا أنها المرة الأولى التي يشترون فيها السعف وهم يرتدون الكمامة الطبية، كونه أول أحد شعانين ما بعد كورونا.
«شغال في السعف دا من سنين، عمري ما كنت أتخيل أن يجي عليا سنة ومنقفش نبيعه» بتلك الكلمات عبر كيرلس عن الحزن الذي خيم عليه لعدم بيع السعف العام الماضي.
حزن تحول لسعادة كبرى لدى كيرلس ورفقاؤه الذين يشكلون معه السعف ويبيعونه سويا على مدار يوم كامل يبدأ من صباح السبت، الذي يلقب ب«سبت لعازر» حتى ظهر الأحد الذي يلقب ب«أحد الشعانين»، ويستمد من السعف أيضًا اسمه ويلقب ب«أحد السعف».
وأضاف كيرلس ل«الوطن»، أن المصلين وجدوا ارتفاع كبير في أسعار السعف هذا العام عن المرة الأخيرة، نتيجة إرتفاع أسعار النقل على مدار العامين الماضيين، وأن سعف النخيل يأتيهم من الصعيد إلى الإسكندرية، ويشكلونه ويجهزونه قبل مناسبة أحد الشعانين بحوالي 5 أيام أو أسبوع.
وأوضح أن السعفة بلغ ثمنها 8 جنيهات، فيما توجد صلبان مدفرة من السعف مسبقاً تبدأ ب10 جنيهات، وترتفع وفقاً للحجم، فيما يبلغ ثمن السنبلة 8 أو 10 جنيهات أيضاً، مشيرًا إلى أن لكل زبون مبتغاه، حيث إن هناك من يرغب في شراء السعفة وتشكيلها مع أطفاله في منزلهم، وآخرون يرغبون في شرائها جاهزة لوضعها في المنزل.
وأشار إلى أن الأقباط اعتادوا شراء السعف في أحد الشعانين نظرًا لأن اليهود استقبلوا به السيد المسيح عن دخوله إلى أورشليم، كما يرددون لحن يقول: «في الطريق فرشوا قمصان، ومن الشجر قطعوا أغصان، وهم يصيحون بالألحان أوصنا ابشيري أن دافيد».
ويشهد هذا العام تنظيم قداسات عديدة لأحد الشعانين لتقسيم المصلين على مرات عديدة للحد من التكدس الذي قد يسبب نقل عدوى فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يراه «كيرلس» في صالحه: «توفير قداسات كتير حلو جدا عشان نلاقي زباين زي كل سنة، بدل ما كان العدد هيقل خالص السنة دي، وفرصة جيدة إن ميبقاش فيه تزاحم علينا في البيع ويبقى عدد المشترين متغير على حسب موعد حجزهم للقداسات».