بعد انتهاء الحرب العسكرية فى غزة تنتظر إسرائيل حرباً أخرى قانونية وتشريعية، وربما تكون أشد ضراوة، خصوصاً حين تتعرى إسرائيل أمام العالم، وتظهر للعلن جرائمها الوحشية بحق غزة، مما يسقط عنها صفة الإنسانية إلى الأبد وهو ما تدركه إسرائيل الآن جيداً، وربما هو ما يسبب لها الرعب. وسادت حالة من التوتر والارتباك منذ أسابيع عقب توجه وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى إلى المحكمة الدولية فى هولندا، مطالباً بالتحقيق فى جرائم الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، ولذلك أمر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، تسيبى ليفنى، وزيرة العدل الإسرائيلية، بتشكيل لجنة من أهم المحامين المتخصصين فى القوانين الدولية فى إسرائيل كى يضعوا حلولاً للأزمة الإسرائيلية المنتظرة. وانتقلت حالة التوتر التى تسود إدارة إسرائيل إلى الكتاب والسياسيين والمحللين، الذين باتوا يتحدثون يومياً عن رعب المحاكم الدولية وجر القادة الإسرائيليين نحو الاعتقال. وحملت مقالاتهم فى الصحف الإسرائيلية اعترافات ضمنية منهم بجرائم الحرب وشهادات بوحشية العدوان، وقالوا فى مقالاتهم فى الصحف الإسرائيلية: «لا مكان لجنودنا يهربون إليه من المحاكم الدولية». من جانبه، قال المحامى الدولى صلاح عبدالعاطى الناشط الحقوقى والباحث، إن السلطة الفلسطينية تستعد لملاحقة قادة الجيش الإسرائيلى ومحاكمتهم عن جرائم الحرب التى ارتكبوها أثناء العدوان على غزة، مؤكداً أن الطريق إلى العدالة الدولية «مُسيّس».