نشوة الإجازة ومتعة «المصيف» لم يُعكر صفوهما غير الترددات الإذاعية الناطقة ب«العبرية»، التى فوجئ بها عدد من المصطافين أثناء استقلالهم مركبات على امتداد طريق الإسكندرية - مطروح، للوصول إلى عدد من القرى والمدن الساحلية، لقضاء إجازة المصيف، وفى الوقت الذى تضعف فيه ترددات عدد من الإذاعات المصرية، وتتلاشى أحياناً فى بعض الأماكن، يمكن سماع إذاعة إسرائيلية بوضوح، الأمر الذى أثار استياء البعض، وتساءل عن كيفية حدوث ذلك. حسن حمدى، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية ب«ماسبيرو»، أكد أنه يسهل استقبال بعض المحطات الإذاعية الأجنبية، بما فى ذلك الإذاعة الإسرائيلية عن طريق سطح البحر، حيث يصعب التحكم هناك فى انتشار الموجات، ويمكن سماع تلك الترددات بوضوح فى بعض المناطق والمدن الساحلية. رئيس قطاع الهندسة الإذاعية يرى، أيضاً، أن وصول الترددات الإسرائيلية لا يعد اختراقاً لشبكات الإذاعة المصرية، مبرراً ذلك بقوله: «لا تستطيع إسرائيل اختراق أى شبكات سواء كانت إذاعية أو تليفزيونية، من خلال الإرسال الأرضى أو الفضائى، حيث نقوم بعمل مسح دورى فى الاستماع لرصد أى محطات غريبة، وعلى الفور نحدد مكانها ونتتبعها». «شكل من أشكال الحرب الإعلامية»، قالها ماهر عبدالعزيز، رئيس إذاعة «راديو مصر»، موضحاً أن الأمر ليس وليد اليوم، إنما يحدث منذ فترة طويلة، حيث تبث دولة إسرائيل تردداتها الناطقة ب«العبرية» بشكل متعمد لتوصيل صوتها إلى المناطق والبلدان المختلفة، يساعدها فى ذلك امتلاكها لمحطة بث ذات تردد قوى للغاية على «FM». لم تقف مصر بمنأى عن الأمر، حسب «عبدالعزيز»، بل قامت بالرد على ذلك بتقوية الشبكات الإذاعية، ومحاولة توصيل الإرسال إلى كل مناطق مصر، بما فى ذلك المناطق التى تصل إليها الترددات الإسرائيلية، حيث يمكن سماع «راديو مصر» وإذاعات أخرى على امتداد طريق الساحل الشمالى وحتى محافظة مرسى مطروح، على ترددات «887» و«93,2»، لأخذ المستمع منهم، مشيراً إلى أن مسألة حجب إرسالهم بشكل نهائى يصعب تنفيذها فى الوقت الحالى، خاصةً فى ظل الثورة التكنولوجية التى نحياها، وجعلت من العالم بأكمله قرية صغيرة.