"التلوث من الحكومة.. واسألونا إحنا" كلمات يحارب بها أهالي أسوان السمعة السيئة التي لحقت بهم بسبب غياب دوريات النظافة وإهمال الحكومة في حق المواطنين، فالمستشفيات ملوثة من الداخل والخارج، والشوارع الرئيسية فاحت منها رائحة المخلفات المتراكمة نظرًا لغياب سيارات هيئة التجميل والنظافة وعدم متابعتها بانتظام لتلال القمامة المكدسة. على باب بيته يحرص عبدالله محمد النوبي (43 عامًا)، أحد أهالي منطقة كوم أمبو، على وضع سلة قمامة صغيرة يطلب من أبنائه في حالة الخروج للعب أن يلقوا مخلفاتهم داخل تلك السلة، وتحرص زوجته أن تنظف أمام "عتبة" البيت، ورغم ذلك يشكو الجميع من التلوث والمرض نتيجة لإهمال الحكومة الذي لاحظه الرجل الأربعيني "في مكانها روايحها قربت تموتنا مخنوقين، ده غير عربية الزبالة اللي بنشوفها من الشهر للشهر، وكأننا معندناش مخلفات واللي بيغلب بيروح يودي زبالته في المحرقة فكده ولا كده ميتين". جانب آخر من المأساة يتحدث عنه خالد سيد (35 عامًا) من أهالي نصر النوبة، التي تعتبر هي المدينة الوحيدة على مستوى الجمهورية التي لا توجد بها "دورة مياه عمومية"، ما يضطر المواطنين إلى قضاء حاجتهم خلف الأسوار في سلوك مؤسف وغير حضاري للغاية، ما يؤدي إلى انتشار الذباب والناموس والرائحة الكريهة "لو لفينا هنلاقي أن معظم الأهالى مجبرة على تلك السلوكيات مش بخاطرها ولكن عشان الدولة موفرتش طرق بديلة اللي هي جزء من حقوقنا اللي في الدستور، وكل القطاعات بتساعدها حتى المستشفيات بترمي مخلفاتها في الشوارع والطرق دي ولادنا بتعدي منها عشان تروح مدارسهم ويرجعوا يقولوا ليه المرض منتشر عندنا، إحنا محتاجين مسؤول ينتشل أسوان قرية قرية من تلوثها وفسادها".