كان أحد الذين شاركوا فى اعتصام النهضة، وبعد الفض قدم استقالته من حزب البناء والتنمية، لما وجده من تضحية بقواعد الحزب لأغراض شخصية، إنه محمد توفيق القيادى السابق ب«البناء والتنمية» الذى كشف عن تفاصيل الاتصالات بين قيادات التيار الإسلامى داخل الاعتصام، وحراسات الشخصيات الكبرى للإخوان من قبل رجال حماس والجيش الحر، موضحاً أن تخزين السلاح كان فى عين شمس وكرداسة والمنيا والصف بالجيزة. ■ بعد عام على فض اعتصامى رابعة والنهضة، كيف تتذكر تلك الأحداث؟ - منذ 26 يونيو 2013، طرح عدد من شباب حزب البناء والتنمية الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية للمحافظة على وجود الجماعة الإسلامية والمشروع الإسلامى، إلا أن الجميع رفض الأمر، وأصروا على الاعتصام، وكان اعتصام النهضة تحت رعاية الجماعة الإسلامية فى إمبابة، إلى جانب جماعة حازمون التابعة لحازم صلاح أبوإسماعيل، ورجال محمد الظواهرى الذين تولوا عملية السلاح، وكان هناك عدد قليل من الإخوان، أبرزهم عزب مصطفى وجمال عشرى، وسامى محمد، مدير مقر أمانة حزب الحرية والعدالة بالجيزة، وعلى خفاجى، وأما «رابعة» فكانت هناك قيادات الأحزاب كلها موجودة تحت حماية رجال من حماس وبعض السوريين الذين رجعوا من الجيش الحر قبل الأحداث وفرقة 95 إخوان بقيادة أسامة ياسين، وجماعات أنصار الشريعة بالتنسيق مع محمد رفاعى الطهطاوى، وكانت القيادات تخرج من الاعتصام عن طريق التنكر فى زى منتقبة أو مكفن فى تابوت، ومنهم الدكتور محمد بديع ومحمد البلتاجى. ■ كيف كانت تدار الاعتصامات؟ - محمد البلتاجى وأسامة ياسين وعصام العريان مسئوليتهم أمن الاعتصام، وصفوت حجازى مسئول الشباب، وباسم عودة مسئول الأمن الغذائى، وتمويل الاعتصام كان يشرف عليه محمد شوقى الاستنبولى، وكانت الجمعيات الخيرية التابعة للاستنبولى هى المشرفة على عمليات إحضار الأغذية، ومسئول التفاوض عمرو دراج ومحمد على بشر، كما شمل الاعتصام عدداً كبيراً من التونسيات والفلسطينيات والسوريات، وكانت هناك حالات لجهاد النكاح، بل كان عندى معلومات تؤكد أن صفوت حجازى كان على علاقة بثلاث فتيات من تونس وسوريا وفلسطين. ■ كيف كانت علاقة الإخوان بمشايخ السلفية كمحمد حسان وأبوإسحاق الحوينى؟ - مسئولو الدعوة بالاعتصام كانوا محمد عبدالمقصود وفوزى السعيد وعبدالرحمن البر ونشأت أحمد وعبدالله بركات، وكان هناك حادث شهير قبل فض الاعتصام، وهو سعى الشيخ محمد حسان للتوسط بين قيادات المجلس العسكرى وقيادات الإخوان، وطالب الطرفين بالحل وأخذ وعداً بعدم فض الاعتصام بالقوة، شريطة عدم تخوين القوات المسلحة أو تكفيرهم، وعدم التحريض على العنف، أما الإخوان فكان ردهم غريباً وطالبوا حسان بالصعود بالمنصة وتحية الناس، فرد عليهم بعدم قبول ذلك، وحدث نقاش شديد بينهم، واتهموه بغموض الموقف وهاجمه البعض كمحمد عبدالمقصود وصفوت حجازى ومحمد البلتاجى، حتى وصل الأمر إلى أن حجازى قال له «هتصعد المنصة ولا تمشى؟»، فرحل حسان على الفور. ■ ماذا عن تسليح الاعتصام فى رابعة؟ - فى البداية شهد اعتصاما رابعة والنهضة تسليحاً بالسلاح العادى، كالطبنجات، لكن بعد ذلك كانت هناك خيام يقوم على حراستها شباب تابع لغزة، يمنع أى شخص من الاقتراب منها، وجرى استخدامها فى أحداث الحرس الجمهورى، وأثناء فض الاعتصام، وبدأ استخدام السلاح الآلى بعد أحداث الحرس الجمهورى، ويوم خروج الناس لتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأصبح التسليح علناً، والسلاح وصل عن طريق السودان. وكان السلاح تابعاً للجيش الليبى وجرى تخزينه فى عين شمس وكرداسة والمنيا والصف بالجيزة، وكان المسئول عن سلاح عين شمس رجال خيرت الشاطر المقربون، وتحت إشراف أسامة ياسين. ■ هل كانت هناك مفاوضات بين تحالف الإخوان وأجهزة الدولة قبل الفض؟ - جرت عدة لقاءات بين الجانبين، وأخبرونا فى الاعتصام أن مفاوضات جرت بين خيرت الشاطر فى محسبه وقيادى بارز بالدولة تابع للمجلس العسكرى، وقال الشاطر إن الموضوع بيد الرئيس محمد مرسى، فرد المسئول أنه لا رئيس سوى المستشار عدلى منصور، وتوعد الشاطر الدولة بالندم على ما حدث، وأكد أن الخارج لن يصمت وأن «البلد هتولع بسبب ما تفعلوه»، وبالفعل طلبت كاترين أشتون لقاء خيرت الشاطر لكن الدولة رفضت وسمحوا لها بلقاء محمد مرسى، وكانت هناك مفاوضات أخرى مع عمرو دراج ومحمد على بشر، وطلبا لقاء مرسى لكن الدولة رفضت إدخال مرسى فى الأزمة مرة أخرى، وقالت إنها ترحب بالحوار ولن تبقى على أحد ينتهج العنف. ■ كيف كان التواصل بين قطر وتركيا والإخوان بمصر؟ - كان هناك تواصل بين كاترين أشتون والإخوان أثناء الاعتصام، وكانت هناك رسائل يجرى نقلها لهم، وكانت هناك اتصالات بين القيادات بالخارج والداخل عبر أسماء مستعارة وشفرات معينة يجرى نقلها بأسلوب مفهوم بينهم. ■ هل صحيح أن قيادات التيار الإسلامى علمت بموعد فض الاعتصام؟ - «الداخلية» سربت أنها ستفض الاعتصام خلال أيام، وقيادات الإخوان علمت بالموعد عن طريق متعاونين بالداخلية، ويوم الفض بعد صلاة الفجر تحديداً بدأوا الاستعداد لعملية حماية الاعتصام وخروج جماعات تأمين الصف الأول وفرق القناصة الذين شكلوهم، وبعد الظهر مباشرة اختفت كل قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية، عن طريق خطة ممنهجة وحماية من رجال حماس. ■ وماذا عن دور الدكتور محمد البرادعى؟ - البرادعى أراد الانقلاب على ثورة 30 يونيو برفض الاقتراح المقدم من الدولة بحصار الاعتصام وتمكين المعتصمين من الخروج حال رغبتهم عدا المطلوبين أمنياً، وقطع المياه والكهرباء ومنع دخول أى شخص، لكنه رفض وقال «رمضان على الأبواب ونحن دولة مسلمة والمجتمع الدولى مش هيسيبنا نجوّع الناس ونعطشهم فى رمضان»، وحسب ما وصل لنا أنه قال للقيادات بالدولة إنه سيضغط على الإخوان لإنهاء الاعتصام، فى المقابل تفاوض مع الإخوان على الانقلاب على الثورة، ووعده الإخوان بالحصول على منصب رئيس الوزراء بجميع الصلاحيات، مقابل الضغط على المجتمع الدولى لعودة الدكتور محمد مرسى. ■ وكيف كان شكل العلاقة بين الإخوان وبقية أعضاء التيار الإسلامى؟ - تنظيم الإخوان كان يحاول بشتى الطرق السيطرة على الإسلاميين، فأنشأ جهاز أمن الدعوة، للسيطرة على نشاط الدعوة للتيارات السلفية ومشايخهم، كالشيخ أبوإسحاق الحوينى، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، أعضاء مجلس شورى العلماء، بالإضافة للنشاط الحزبى، وجرى تكليف شباب من المريدين بإبلاغهم معلومات عن الشيوخ وحديثهم الخاص واستغلالهم لتقسيم الجماعات، وأبلغنى بذلك الدكتور هشام أبوالنصر، عضو الهيئة العليا السابق بحزب النور، وينتمى لإحدى الخلايا الإخوانية، بل هو رجل خيرت الشاطر فى التيار السلفى، وكان له دور فى شق الصف والحشد لحازم صلاح أبوإسماعيل، مقابل جماعة الدكتور ياسر برهامى، كذلك ساهم فى انقسام «حزب الوطن»، والتغرير بالدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب والقيادات الأخرى كالدكتور يسرى حماد، ومحمد نور، وكمال عبدالجواد، الذين جرى خداعهم من هشام أبوالنصر، فضلاً عن وعود خيرت الشاطر بالوقوف معهم ضد حزب النور.