رغم مواجهتها العديد من الصعوبات للوصول إلى منصب وزيرة فى الحكومة البريطانية، باعتبارها أول وزيرة مسلمة تصل إلى هذا المنصب، فإنها لم تتردد للحظة فى التقدم باستقالتها من منصبها دعماً لغزة، بعد أن أوضحت أنها فعلت كل ما تستطيع، سواء فى الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، لمحاولة إقناع مجلس الوزراء البريطانى بأن السياسة البريطانية فى غزة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً. سلكت البارونة سعيدة وارسى كل الدروب الممكنة كى تمنع المجازر التى تحدث فى قطاع غزة ضد المدنيين العزل، فطلبت من حكومتها أن تغير من سياستها المتبعة مع إسرائيل، وذُهلت عندما علمت أن حكومتها ما زالت تصدر الأسلحة إلى إسرائيل، فيما اعتبرته مساعدة غير مباشرة من بريطانيا لقتل الأطفال الفلسطينيين، فسارعت بتقديم استقالتها. وجدت «وارسى» نفسها على الجانب الخاطئ من التاريخ فيما مضى، بعدما رفضت الحكومة البريطانية فى نوفمبر 2012 الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، ومنذ ذلك الوقت وهى تحاول جاهدة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المهدرة من قِبل حكومتها، وهاجمت الحكومة البريطانية قائلة: «كان يمكن أن تلعب فقط دوراً بناء فى حل أزمة الشرق الأوسط إذا كان وسيطاً نزيهاً فى هذه اللحظة». ولا يعد هذا الموقف الأول الذى تتخذه «وارسى» ضد الحكومة البريطانية، ففى سياق نقاش المملكة المتحدة بشأن حظر الحجاب عام 2010، حاول النواب المحافظون البريطانيون فرض حظر ارتداء الحجاب على النساء، فرفضت «وارسى» ذلك مؤكدة أن الملابس لا تحد المرأة من الانخراط فى الحياة اليومية ولا تميزها عن غيرها. وبسبب آرائها الرافضة لحظر الحجاب صُنفت «وارسى» كواحدة من أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيراً فى العالم، بحسب تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية. ورغم أصولها الباكستانية واعتناقها للإسلام، فإن ذلك لم يمنع مسلمى بريطانيا من مهاجمتها ورشقها بالبيض خلال تجولها فى منطقة «بيرى بارك» ذات الأغلبية المسلمة، حيث اتهمها المحتجون من الذكور بأنها مسلمة غير ملتزمة، وأنها تؤيد قتل المسلمين فى أفغانستان، لكن ذلك الهجوم لم يفلح فى دفع الوزيرة البريطانية للتراجع عن موقفها، بل علقت على الأمر بقولها: «هؤلاء الرجال حمقى ولا يمثلون غالبية المسلمين البريطانيين».