أمين عام الفتوى: «لو العيل بييجي برزقه يبقى المرض كمان بييجي برزقه»

قال الدكتور عمرو الورداني أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه بلا شك هناك بعض المفاهيم، التي تستخدم في مجتمعنا المصري بشكل مغلوط وغير دقيق، ومن بين تلك المفاهيم «الرزق»، منبها بأن المولى سبحانه وتعالى قال: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ»، ولكن هذا لا يعني كما هو شائع أن «كل مولود بييجي برزقه»، لأن بنفس هذا المنطق فمن المفترض أن «كل مرض ييجي برزقه وكل تعب ييجي برزقه»، معربا عن تعجبه من طريقة التفكير تلك.
وأضاف «الورداني»، خلال لقائه عبر zoom، مع برنامج «الجمعة في مصر»، المذاع على شاشة mbc مصر، الجمعة: «هل من المنطقي أن يعرض الإنسان نفسه للخطر وللبلاء، ثم يقول إن الله سبحانه وتعالى سيحميه من هذا البلاء ويحفظه من هذا الخطر؟».
وأوضح أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أننا مأمورون بشكل واضح من الشرع في تجنب ذلك، حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: « لا ينبغي للمؤمنِ أن يُذِلَّ نفسَه، فقال الصحابة: وكيف يُذِلُّ نفسَه ؟ ! قال: يتعرضُ من البلاءِ لما لا يُطِيقُ»، كما قال المولى سبحانه وتعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ»، وهذا لا يعني فقط أن الله، لن يكلف الإنسان إلا وسعه، وإنما يجب على الإنسان أيضا أن «يعيش في وسعه».
وأشار إلى أن تلك المفاهيم يجب أن نتحدث عنها بكل صراحة ووضوح، لافتا إلى أننا لدينا ما يسمى بمثلث الرعب التنموي، وهذا المثلث يسير على ثلاثة أضلاع، قاعدة المثلث ممثلة في انخفاض الوعي، والضلعان أحدهما الزيادة السكانية والمقابل له التطرف والتشدد والإرهاب.
وأكد أن هذا المثلث بقاعدته وضلعيه، سيظل يأكل أي تنمية حقيقية تحدث في مصر، كما أنه سيظل يهدد المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية، حيث يهدد النفس البشرية، وبالأخص المرأة التي أثبتت كل الدراسات أن مع إنجابها كثيرا تصبح أكثر عرضة لحالة من حالات الهلاك، والشرع لا يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات التعدي على حياة الإنسان.