لا يزال مسلسل الإساءة إلى الإسلام ونبى الإسلام يطل برأسه الملعون من الحين إلى الآخر، فبعد أن انتقلت هذه العدوى من أمريكا إلى فرنسا فإن هذا الخبث فيما يبدو فى طريقه إلى ألمانيا، حيث ذكرت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) خبراً مفاده أن مجلة (تيتانك) الألمانية تستعد لنشر صور ساخرة عن الإسلام فى عددها الذى سيصدر فى الشهر القادم، وليس هذا بمستغرب من هؤلاء الصراصير الذين وجدوا فى ذلك أكبر تسويق لصحفهم الهابطة، ولأنهم أذرع الآلة اليهودية الخبيثة التى تحركهم فى الوقت الذى تشاء. والحق الذى وجب علينا أن نصدع به هو أن الدول -كل الدول- التى تسمح بعرض هذه الإساءات هى شريك حقيقى فى هذه الأعمال اللاأخلاقية وإن استنكرت وشجبت، فعندما تحدث إساءة لليهود فى أمريكا تقوم الدنيا ولا تقعد، ويحاكم من يفعل ذلك ولا يوجد شىء اسمه حرية، وعندما يُساء إلى الذات الإلهية وأنبياء الله -عليهم السلام- تتشدق باسم حرية الإبداع. لقد حوكم المفكر والفيلسوف الفرنسى «روجيه جارودى» بمجرد أن شكك فى جرائم الهولوكوست كما فى كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)، وحدث صداع كبير بسبب ذلك، أما أن يُساء للأديان والأنبياء فيُدعى حرية إبداع، ثم إن هؤلاء يتناقضون أشد التناقض، ففى أيام أحداث عدو الله ورسله سلمان رشدى حدث حوار فى الإعلام الغربى مفاده: إذا كان سب الرسول عندكم مباحاً باسم حرية الإبداع فماذا لو سببنا الذات الملكية؟ قالوا: لا يجوز هذا غير مباح، لأن عندهم قانوناً يجعل الذات الملكية مصونة. إذن فأين حرية الإبداع التى طالما تشدقوا بها؟! وهذا يدل على أن العقل الغربى ليس مثالياً كما نتوهم ولا يعرف شيئاً مقدساً على الإطلاق، بل لقد تكسرت هذه الحضارة الغربية على صنمهم المزعوم (حرية الإبداع) بهذا الضلال المبين والإساءة إلى أنبياء الله ورسله عليهم السلام. ولم يكن منهج هؤلاء الأقزام الإساءة إلى الإسلام ونبى الإسلام فحسب، بل فى سنة 1988 عُرض فيلم مسىء للمسيح -عليه السلام- فى باريس اسمه (آخر وسوسة)، وفى ذلك الوقت أُحرقت كل دور العرض التى عرضت هذا الفيلم النكرة بالقنابل، كذلك فإن رجلاً أمريكياً يُدعى (آندرس) عرض لوحة سماها اسماً بشعاً -والعياذ بالله- كأنه لقضاء الحاجة على المسيح -عليه السلام- مما أحدث ضجة كبرى فى أمريكا وانتقلت إلى مجلس الشيوخ عام 1987 ودار جدل واسع فى الكونجرس حول سقف حرية الإبداع، وهذا يؤكد العوار الكبير الذى تفشى فى هذه الحضارة الغربية المزعومة من الإساءة إلى حتى أنبيائهم الذين يتعبد المسلمون إلى الله بحبهم، وأرى أن المنهج الذى ينبغى أن نتعامل به مع هذا الخُرّاج الذى ينبح علينا صباح مساء يكون كالآتى: * الأصل فى الشتائم خنقها لتموت فى مهدها لأن نشرها يُعتبر أكبر تسويق لها، فالسباب حيلة الإنسان العاجز، ولقد استثمرت بعض وسائل الإعلام الغربى هذا الحدث، فبعض وسائل الإعلام الأمريكى بثت مظاهرات القاهرة على أن المصريين يحيون ويحتفلون بأحداث الحادى عشر من سبتمبر، بل نشروا أن المسلمين يمزقون الأناجيل. وقد اتضح -والحمدلله- كذبهم، كذلك فإن تضخيم هذه الأفعال يجعل لها قيمة، كما حدث مع سلمان رشدى -هذا إذا كانت هذه الأفعال غير معروفة- لأنهم يريدون بذلك كسر حجاب الهيبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا تركناها تظل خاملة ولا يشعر بها أحد. * أما اذا انتشرت هذه الأفعال رغم أنفنا ففى هذه الحالة نتصدى لها بكل قوة ولا نغض الطرف عنها ونرد على كل الشبهات، ولا يكون هذا بالكلام فحسب، بل بتوظيف الحدث لخدمة ومصلحة الدين والتبليغ العالمى لرسالة الإسلام، واتخاذ إجراءات كقطع العلاقات وسحب السفراء وقطع النشاط التجارى مع كل الدول التى تسمح بذلك ولا تجرّمه بما يحفظ هيبة الإسلام والمسلمين، فأمريكا قتلت مليون طفل عراقى لصنع هيبة زائفة مع أن مشكلة العراق كان من الممكن أن تحل بالوسائل السلمية، كما ذكر نعوم تشومسكى الكاتب الأمريكى المعروف فى كتابه «النظام العالمى الجديد والقديم».