مواجهات عنيفة وليلة صعبة شهدها شارع الخليفة المأمون -مقر الاعتصام المجاور لوزارة الدفاع- بين أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة، حازم صلاح أبوإسماعيل، وقوى ثورية أخرى من جانب، في مواجهة عدد من الشباب المدجج بالسلاح وقنابل المولوتوف والخرطوش على الجانب الآخر؛ خلفت 91 مصاب، لتنتهي بعد صلاة الفجر وسط دعوات من النساء وشيوخ المعتصمين على المسبب في "تمزيق البلد بين أبنائه، وعلى المجلس العسكري". الساعة 11 مساء، وبعد ليلة مليئة بمسيرات متعاقبة وهتافات "إحنا جايين من الميدان.. بنقولك ارحل يا عنان"، "يا طنطاوى جينالك دارك.. مش خايفين من ضرب نارك"، حاول 4 أشخاص الدخول بالقوة إلى مقر الاعتصام، ما دفع اللجان الشعبية لمنعهم من الدخول؛ ليهاجم العشرات من البلطجية الاعتصام مستخدمين قنابل صوتية ويدوية الصنع والشماريخ وزجاجات المياه الغازية الفارغة. وبلغت تقديرات عدد المصابين الأولى ما يقرب ال91، تنوعت بين جروح قطعية وكسور عظمية، نتيجة التراشق بزجاجات المياه الغازية الفارغة والحجارة. واستقبلت المستشفى الميداني 6 إصابات بأعيرة نارية واضحة وطلقات الخرطوش، حسب قول أحمد الخبيرى، طبيب المستشفى، مشيرا إلى نقل المصابين لمستشفيات الدمرداش والزهراء وكوبرى القبة. ورد شباب التيارات المتواجدة من "6 أبريل" والسلفين والمستلقين والعديد من التيارات الأخرى، بالحجارة، ليعاود البلطجية الهجوم من أعلى كوبرى "العباسية"، الذي سيطر عليه شباب المعتصمين لاحقا، لتبدأ "حرب شوارع". استطاع المعتصمون القبض على عدد من البلطجية وتكتيفهم، واحتجازهم في خيمة الشيخ جمال صابر مسؤول الحملة الاعلامية للمرشح السلفي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، الذى قال للوطن: "لن نترك حقنا وسيكون الله معنا"، في الوقت التي عبّرت نوارة نجم -الناشطة السياسية- عن استيائها: "حسبى الله ونعم الوكيل فى المجلس العسكرى". خلال هذه الفترة التى امتدت حتى 2 صباحا، لم يلاحظ استخدام طلقات نارية، وكانت أغلب الإصابات من جانب المعتصمين أما كسور أو جروح قطعية والتى كان تتغلب عليها المستشفى الميداني بالإسعافات الأولية. وانقلب المشهد بعد صد المعتصمين حملة الرعب الأولى؛ ليستخدم البلطجية الأسلحة النارية ليصاب العديد من المعتصمين، ونقلهم الى المستشفيات. وفى الوقت الذى كانت تدور المواجهات خارج مقر الاعتصام، أعلن المتواجدون الدعوة لمليونية الجمعة القادمة أمام وزارة الدفاع باسم "ضد حكم العسكرية" ويشارك فيها "ائتلاف مصابي الثورة" وعدد من الائتلافات السياسية والثورية الأخرى. قبل أذان الفجر، وصل 50 شاب سلفي بعد تواتر الأنباء عن وجود مصادمات، وتولى هذا الفريق إراحة المعتصمين في الصفوف الأولى، وتصدروا الصدام في شارع ناحية شارع رمسيس وأمسكوا 3 آخرين من البلطجية، واحتجزوا مع الآخرين. وانسحبت قوات الجيش إلى وزارة الدفاع، وانتشار أقاويل عن "فرض حظر التجول" في منطقة وزارة الدفاع. شكك عدد من المعتصمين في موقف سحب الجيش لكامل قواته، وقالوا إنه "خدعة لاستدراجهم مرة أخرى للصدام"، ولكن أشار معظمهم إلى أنهم لن يسمحوا بمواجهات مع الجنود". وفى 4 صباحا عند صلاة الفجر، خيم الهدوء على "ميدان العباسية" بعد فرار البلطجية، وقال المعتصمون أنهم يتعاملون "معاملة المرابطين كما فى غزوات الرسول؛ والصلاة تصح بالتيمم وتوفير المياه للشرب"، بينما يتولى فريق تأمين المصلين لحين انتهاء الصلاة ثم يتبادلان. وتوجه الخطيب فى صلاة الفجر بالدعوة "على من مزق البلد بين أبنائه، وعلى المجلس العسكري"، و"أن ينصر الله المظلومين، ويمدهم بجنوده"، وانتهت الصلاة وسط حالة من التكبير وفي 5 صباحا، عاد الهجوم مرة أخرى من "شارع رمسيس" المؤدى إلى "ميدان العباسية"؛ وعلى الرغم من الهجوم ووجود إصابات، زادت أعداد الوافدين من مواطنين وطلبة جامعة عين شمس، و"شباب من أجل العدالة والحرية" و"الاشتراكيين الثوريين" لعلنوا اعتصامهم مع الحركات الثورية المتواجدة. وتصبح القاهرة على ألم جديد في أحد ميادينها الهامة؛ يتقاتل فيه أبناء الوطن ويسقط الضحايا والمصابين والأسرى، وسط دعوات من النساء وشيوخ المعتصمين وكل المصرين " اللهم فرج كربنا، اللهم فرج كربنا".