غادر المصلون المسجد، تبادلوا التهانى ووزعوا العيديات، استقبلتهم على بُعد خطوات من مسجد الحسين، كلما اقترب منها أحدهم ليعطيها «اللى فيه النصيب»، تنسال دموعها وهى ترفض مساعداتهم، وتزيد الدهشة حين تقول: «مش عايزة فلوس، أنا عايزة أفرح زيكم». الكلمة كانت إشارة البدء، ليجلس إليها عدد من المصلين يستمعون إلى شكواها، لم تجد عطيات ما ترد به على أسئلتهم: «كل عيد وله صاحب، واللى زيى نسى العيد من زمان»، فرحة العيد التى نسيتها السيدة صاحبة الأعوام الثمانين منذ زمن لم تجد من يساعدها على استعادتها. فبعد وفاة زوجها وابنها الوحيد لم يعد للسيدة العجوز مَن يسأل عنها أو يدافع عن حقها، لدرجة أن صاحب البيت الذى تسكنه قام بطردها دون رحمة، لتتحول فى يوم وليلة إلى ضيف جديد على ساحة الحسين تبحث عن ظل شجرة لتستريح تحته: «ما باليد حيلة.. لا سكن ولا معاش بس الحمد لله ربنا ما بينساش حد». من «أولاد الحلال» علمت «أم أشرف» أن الرئيس السيسى قرر معاش الضمان الاجتماعى لكل من تعدى 65 عاماً بلا عمل أو معاش، لكنها لا تعرف إلى أين تذهب ومن أين تحصل على المعاش المقرر، تقول بحسرة: «ما بقدرش أمشى والسكر هدنى ومش معايا تمن الأنسولين وخايفة أروح هناك يذلونى والموظفين يبكّتوا فيّا».