50 يوماً مضت على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى منصبه كرئيس للجمهورية فى 8 يونيو الماضى، اتخذ خلالها ما يقرب من 40 قراراً جمهورياً، أهمها على الإطلاق: رفع الدعم جزئياً عن بعض المنتجات البترولية والكهرباء، وأجرى 3 جولات خارجية، كانت الأولى زيارته للجزائر ثم غينيا الاستوائية لحضور قمة الاتحاد الأفريقى وأخيراً السودان، كما ألقى 7 كلمات فى مناسبات مختلفة وأجرى عدداً من اللقاءات مع رؤساء ومسئولين عرب وأجانب، فضلاً عن لقاءاته مع الوزراء والمسئولين المصريين. «الوطن» ترصد أهم القرارات التى اتخذها الرئيس السيسى خلال خمسين يوماً قضاها فى قصر الاتحادية؛ حيث استهل أول يوم عمل بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة (الاتحادية) بإلقاء كلمة خلال حفل تنصيبه بحضور عدد من زعماء العالم، فضلاً عن كلمة أخرى مساء ذات اليوم بقصر القبة الرئاسى خلال حفل التنصيب بحضور القوى السياسية والأحزاب وسفراء بعض الدول. وكان أول لقاءاته بالمسئولين مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء؛ حيث قدم «محلب» خطاب استقالة الحكومة وأعاد «السيسى» تكليف «محلب» بتشكيل الحكومة الجديدة لتنفيذ رؤية الدولة للمرحلة المقبلة، ثم استقبل «السيسى» هشام رامز، محافظ البنك المركزى، وكان أول لقاءاته الرسمية مع المسئولين الأجانب استقباله تيدروس أدهانوم، وزير خارجية إثيوبيا، فى ظل أزمة سد النهضة بين البلدين، وشملت قائمة المسئولين العرب والأجانب الذين التقاهم «السيسى» على الترتيب كلاً من: «د. خضير الخزاعى نائب رئيس جمهورية العراق، ريموند تشيباندا وزير الخارجية والتعاون الدولى والفرانكفونية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، عبدالواحد الراضى رئيس الاتحاد البرلمانى الدولى، كيم داروك مستشار رئيس الوزراء البريطانى للأمن القومى، حاملاً رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، مومدو سابالى وزير الشئون الرئاسية بجمهورية جامبيا، حاملاً رسالة خطية من الرئيس الجامبى، صلاح الدين مزوار وزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية». واستقبل «السيسى» وفداً برلمانيّاً إيطاليّاً برئاسة فابريتسيو شيكيتو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالى، كما التقى أحمد الجروان، رئيس البرلمان العربى، وذلك على رأس وفد ضم كلاً من: سامية أحمد حسن، النائب الأول لرئيس البرلمان العربى (السودان)، ود. نور الدين السد، النائب الرابع لرئيس البرلمان العربى (الجزائر)، ود. عبد ذياب العجيلى، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية والمالية (العراق)، والشيخ مسلم المعشنى، رئيس لجنة الشئون السياسية الخارجية (سلطنة عمان)، ومحمد عمر طلحة، عضو لجنة الشئون السياسية الخارجية (الصومال). كما استقبل «السيسى» جون كيرى، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، مرتين، الأولى عقب توليه منصبه، والثانية عقب اندلاع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة لبحث سبل وقف إطلاق النار. ومن أبرز الاتصالات الهاتفية التى تلقاها «السيسى»: اتصال هاتفى من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، الذى أرسل برقية أيضاً لتهنئة «السيسى» بفوزه فى الانتخابات الرئاسية ورد عليها «السيسى» ببرقية شكر، كما تلقى برقية تهنئة من الرئيس التركى عبدالله جول. وزار «السيسى» السيدة ضحية التحرش بميدان التحرير وكلف «محلب» بتشكيل لجنة وزارية يشارك فيها الأزهر والكنيسة للوقوف على أسباب انتشار تلك الظاهرة، ودعا السيدة ضحية واقعة التحرش لتأدية العمرة فور تماثلها للشفاء، كما استجاب لرغبتها فى مرافقة والدتها لها. وبدأ «السيسى» أسبوعه الثانى بتنظيم ماراثون دراجات بحضور عدد من الإعلاميين والفنانين وكبار رجال الدولة؛ حيث امتد لمسافة 18٫7 كيلومتر وشارك فيه 2000 شاب من طلاب الجامعات وطلاب كلية الشرطة والكليات العسكرية واتحاد الدراجات. وألقى «السيسى» كلمته الثالثة، التى تطرق فيها لقضية التحرش، مستنكراً ما تتعرض له الأعراض فى مصر من انتهاكات وما تفرضه على مجتمعنا تلك الأوضاع الدخيلة علينا من ضرورة عدم السكوت عنها وتصدى المجتمع لها. ووافق «السيسى» على إنشاء «بيت الزكاة والصدقات المصرى» كهيئة مستقلة تابعة للدولة، يرعاه الأزهر، وذلك خلال لقائه شيخ الأزهر وعدداً من هيئة كبار العلماء. وعقد «السيسى» اجتماعاً مع الحكومة الجديدة عقب أدائها اليمين الدستورية أمامه فى تمام السابعة من صباح يوم الأربعاء 17 يونيو 2014 لبحث خطة الحكومة خلال المرحلة المقبلة قبل توجه الوزراء إلى مكاتبهم. واستقبل «السيسى» المهندس مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة؛ حيث تم استعراض ترسيم الحدود الجديدة للمحافظات. وبدأ الأسبوع الرئاسى الثالث باستقبال العاهل السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، استعرضا، خلال جلسة المباحثات الثنائية التى عقداها على متن الطائرة الملكية المقلة للملك عبدالله بمطار القاهرة الدولى، سبل تطوير كل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بما يتناسب مع عمق العلاقات التاريخية بينهما؛ حيث تطرقا أثناء المباحثات إلى «مؤتمر أصدقاء مصر» الذى دعا إليه خادم الحرمين الشريفين ويستهدف دعم الاقتصاد المصرى فى المرحلة المقبلة. وشهد «السيسى» حفلات تخرج الكليات العسكرية ومنح الأوائل أنواط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، وكان آخرها حفل تخريج الدفعة رقم 108 من الكلية الحربية وألقى خلالها كلمته الرابعة؛ حيث أعلن عن إجراءات تقشف وشيكة سيتم اتخاذها وتنازل عن نصف راتبه، إضافة إلى نصف ثروته، كمساهمة فى تحسين الاقتصاد المصرى. وفيما يتعلق بزياراته الخارجية، كانت أولى جولاته فى الجزائر؛ حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة؛ حيث تم استعراض تطورات القضية الفلسطينية، فضلاً عن الأوضاع فى ليبيا وسوريا والعراق، غادر بعدها الرئيس السيسى الجزائر متوجهاً إلى مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، للمشاركة فى أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى؛ حيث ألقى «السيسى» كلمة فى افتتاح القمة والتقى رؤساء دول غينيا الاستوائية والسنغال وموريتانيا وجنوب السودان وجامبيا ومالى وتنزانيا والنائب الأول لرئيس السودان، كما التقى «السيسى»، أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون، لبحث عدد من القضايا الدولية والعربية والأفريقية. واختتم «السيسى» بلقاء مهم مع رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام دسالين فى مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، وفى طريق عودته للقاهرة قام الرئيس بزيارة سريعة للعاصمة السودانية الخرطوم، التقى خلالها الرئيس السودانى عمر البشير لبحث تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين للحفاظ على وحدة شعبى وادى النيل. ثم جاء موعد الكلمة الخامسة التى وجهها إلى الشعب المصرى بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو، دعا خلالها المواطنين إلى إعلاء مصلحة الوطن وإنكار الذات، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك إطار عام يحكم سلوك الشعب إزاء الوطن. ثم أعلنت رئاسة الجمهورية، فى بيان لها، عن تدشين صندوق «تحيا مصر» تفعيلاً لمبادرة «السيسى» بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد؛ حيث تم إنشاء حساب بالبنك المركزى تحت رقم 037037 لتلقى مساهمات المصريين فى الداخل والخارج بجميع البنوك المصرية لحساب الصندوق، الذى يخضع للإشراف المباشر لرئيس الجمهورية وبمشاركة كل من شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية ومحافظ البنك المركزى يكون خاضعاً للرقابة الكاملة للجهاز المركزى للمحاسبات على أن يعلن البنك المركزى قوائم المتبرعين وحجم التبرعات شهريّاً، كما نظم حفل إفطار لبعض رجال الأعمال أسفر عن إعلانهم التبرع بما قيمته 5 مليارات جنيه لصالح الصندوق، لكن «السيسى» أكد أنه يطمح إلى الوصول إلى 100 مليار جنيه. وألقى «السيسى» كلمته السادسة للأمة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، أعلن فيها عن تدشين 4 مشروعات كبيرة للمصريين، ثم تناولت الكلمة السابعة، التى كانت فى اليوم التالى مباشرة بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، التشديد على أن الدولة ستقتص من المتورطين فى حادث الفرافرة الإرهابى الذى راح ضحيته 22 ضابطاً وجندياً. وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر «السيسى» ما يقرب من 40 قراراً جمهورياً، كان أهمها جميعاً: رفع الدعم وإقرار الموازنة العامة للدولة بنسبة عجز بلغت 240 مليار جنيه، وهو القرار الذى صاحبه رفع الدعم بشكل جزئى عن المواد البترولية والكهرباء، وهو ما ترتب عليه ارتفاع أسعار مواد البناء وتعريفة ركوب المواصلات وبعض السلع والمنتجات والسجائر. وكان أول القرارات الجمهورية التى اتخذها «السيسى»: منح الرئيس المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، قلادة النيل تقديراً لدوره فى تولى شئون البلاد، ثم قرار تكليف م. إبراهيم محلب بتشكيل مجلس الوزراء، وقرار آخر بإنشاء اللجنة العليا للإصلاح التشريعى برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء. كما أصدر «السيسى» قراراً بقانون بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات الخاص بتعيين رؤساء الجامعات، وآخر بتعيين رؤساء محاكم الاستئناف اعتباراً من أول يوليو 2014، كما أصدر قراراً بتشكيل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات البرلمانية، فضلاً عن قرار بقانون بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل، ويقضى بفرض ضريبة إضافية على الدخل بقيمة 5% لمن يزيد صافى دخله فى العام على مليون جنيه، وقانون ضريبة الدمغة أو الأرباح الرأسمالية الخاصة بتعاملات البورصة، وقرار بالموافقة على إعادة تخصيص مساحة 205٫41 فدان للاستصلاح الزراعى بمدينة أسيوط الجديدة، وقرار بقانون بتعديل بعض أحكام قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية. ومن بين القرارات المهمة التى أصدرها «السيسى» بشأن الحد الأقصى للعاملين بأجر لدى أجهزة الدولة؛ بحيث يكون الحد الأقصى لما يتقاضاه أى عامل من العاملين فى الحكومة هو مبلغ 42 ألف جنيه شهرياً، وقرار آخر بشأن تنظيم تصوير بطاقات رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة، وتصنيع وتداول الزى الرسمى المخصص لهم وبتعديل بعض أحكام قانون العقوبات. كما اعتمد «السيسى» حركة التنقلات والترقيات بوزارة الخارجية، التى شملت ترقية المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوى إلى درجة سفير مصر لدى فرنسا، بالإضافة إلى تعيين جمال ندا رئيساً لمجلس الدولة، وأخيراً تعيين وزير الأوقاف رئيساً لبعثة الحج الرسمية.