كانت محافظة أسوان ولا تزال تقدم أبناءها قربانًا للوطن، عرفانًا بالرابط التاريخي الذي يشدها بقلب مصر، فخرج منها أجساد طاهرة زينت كل محافظة استشهدت فيها، من السويس إلى الشيخ زويد بسيناء، وحتى في قلب أسوان ذاتها. وكان آخر ما قدمته أسوان في مذبحة الفرافرة، أمس، التي حدثت عقب صلاة العصر، وذلك أثناء تواجد الجنود في الكمين الواقع بالكيلو 100 طريق الفرافرة – الواحات البحرية، حيث هاجم الكمين مجموعات إرهابية استهدفت مخزن الأسلحة، وأدى تبادل إطلاق النيران لاستشهاد ما يزيد عن 21 مجندًا وضابط واحد، أربعة منهم من محافظة أسوان، وهم "عبدالرازق أحمد محمد"، من نجع الشيخ موسى بدراو، و"محمد عبدالدايم إبراهيم"، من قرية الرمادي مركز إدفو، و"خالد طارق مصطفى"، من قرية توشكى، و"أحمد محمد مرعي"، من قرية سلوا بكوم أمبو. وهؤلاء الشهداء الأربعة لم يكونوا أول ما قدمت أسوان، فسبقهم الشهيد محمد أبوالنصر مشالي، وهو ضحية الواجب، حيث لقى مصرعه أثناء تأمين جنازة شاب، قتل في أحداث عنف بين عائلتين بأسوان، فتلقى الشهيد النقيب رصاص حي في جسده، أدى لاستشهاده أثناء تلقيه العلاج، بعد نقله لمستشفى المعادي العسكري. أثناء مطاردة أمنية ترأسها محمد رأفت، لعدد من لصوص الكابلات، تلقى نقيب الشرطة رصاص الغدر، من جهة اللصوص، أدى لاستشهاده في الحال، أما عريف الشرطة، أحمد فرج الله، فقد استشهد في ظروف مماثلة، أثناء وجوده في أحد الأكمنة المتحركة بقرية الشطب، بمحافظة أسوان، على أيدي عصابة من المهربين. وفرد آخر من الجنود المؤقتين للقوات المسلحة، هو خالد عبدالنبي، الذي اقتنصت رصاصات الغدر روحه الشابة التي لم تتعد ال21 ربيعًا، حيث استشهد أثناء تأدية الخدمة العسكرية بالساحة الرياضية التابعة للقوات المسلحة، بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، في نوفمبر 2013، أما أحمد فرج الله، من قرية كاجوج بأسوان، فقد استشهد أثناء مطاردة مجموعة من المسلحين الخارجين عن القانون، فاستهدفته إحدى الرصاصات الطائشة، في سبتمبر 2013. وفي أسوان حدثت مذبحة، لا تقل بشاعة عما حدث في كرداسة لرجال الشرطة، لكن مدير أمن أسوان اللواء حسن عبد الحي، تستر عليها، ما أدى إلى عدم رواجها إعلاميًا، وجاءت تلك المذبحة بالتزامن مع فض ميداني رابعة والنهضة، واعترف مدير أمن أسوان بصحة المذبحة، التي خرجت للرأي العام عن طريق مقطع فيديو، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتعرض خلالها قيادات مديرية أمن أسوان للتعذيب والسحل والضرب، بينهم اللواء عاطف شلبي، نائب مدير الأمن، ومحمد طارق زيدان، وعزت عبدالمجيد، مدير إدارة الحماية المدنية بأسوان، والعميد محمود حمزة، مدير المباحث الجنائية بالمديرية، وآخرين من ضباط وأفراد الشرطة، وتم نقل ثمانية منهم لتلقي العلاج بمسشتفى الشرطة بمدينة نصر.