أكدت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن حفرة "باب جهنم"، الواقعة بصحراء "آرال كاراكوم" بمدينة "عشق أباد" شمال تركمانستان، أثارت فضول العلماء لاكتشاف حقيقة اشتعالها والغوص في أسرارها. أفاد تقرير نشرته الصحيفة الإنجليزية، اليوم، بأنه تم إرسال "جورج كورنسوس" مستكشف كندي الجنسية، لأول مرة، إلى قاع الحفرة؛ للبحث عن معالم الحياة بالأسفل ولمعرفة خصائص الحفرة البركانية وطبيعة الغازات المكونة لها ودرجة حرارتها. قال كورنسوس ل"جارديان"، إن تجربته كانت مخيفة ومشوقة، إذ أنه كان متوترًا قبل رحلته في باطن الحفرة وشعر وكأنه موجود ضمن أحداث فيلم خيال علمي، مضيفًا أن الحفرة تشبه "المحرقة" بسبب ارتفاع درجة حرارتها وأنها تتكون من آلاف كرات النار الصغيرة، مشيرًا إلى أن تحليل العينات أثبت بعض وجود أنواع البيكتيريا التي تعيش في درجات الحرارة العالية. وتذكر الصحيفة أن كورنسوس كان يرتدي جهازًا خاصًا للتنفس، وزيًا مخصصًا لعكس الحرارة بعيدًا عنه مصنوع من مادة "الكيفلار" التي تتكون من عدة طبقات للحماية من الحرارة، وتم إنزاله بواسطة حبل سميك مربوط من الجانين للحفرة لتحريكه في اتجاهات مختلفة للتعرف على خصائص تلك الحفرة. وأضافت أن "باب جهنم" حفرة مشتعلة النيران دائمًا، وتعتبر من أكبر المناطق التي تحتوي على احتياطي ضخم للغاز الطبيعي بالعالم، وهو الأمر الذي كان سببًا في تكونها بغرض التنقيب عن مواد بترولية عام 1971، وعندها قرر العلماء إشعال النيران بها خوفًا من انبعاث كميات كبيرة من غاز "الميثان" وظلت النيران بها مشتعلة، على مدار أربعة عقود. ونقلت الصحيفة البريطانية عن قناة ناشيونال جيوغرافيك الوثائقية، أن التخطيط لهذه المغامرة استمر ل 18 شهرًا؛ للبحث عن الطريقة الأفضل لإنزال المستكشف، تحت إشراف فريق محترف. وأردفت "جارديان" أن تركمانستان من الدول الأكثر عزلة في العالم، ولكن الحفرة أصبحت نقطة جذب سياحية للمغامرين عامًا بعد عام، وكذلك الراغبين في مشاهدة نيران مشتعلة من على حافة بركان.