ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، اليوم، من الجامع الكبير بمدينة أسوان؛ إذ شهدت الخطبة الحديث حول فريضة الزكاة وأثرها في تحقيق التوازن المجتمعي، بحضور الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، والدكتور مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للأثار، وعدد من القيادات التنفيذية والدعوية بالمحافظة، في ظل مراعاة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة والتباعد الاجتماعي. وتحدث «جمعة» عن أفضل الزكاة، وأن تتصدق وأنت صحيح شحيح، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟، فقال: أما وأبيك لتنبأنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل البقاء، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان». وزير الأوقاف: الزكاة فريضة محكمة وأكد وزير الأوقاف، أن الزكاة فريضة محكمة وثابتة، وعدم إخراجها من الكبائر، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، وهذا ما علمنا إياه رسول الله في قوله عندما بعث سيدنا معاذ بن جبل إلى اليمن: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب». وأشار الوزير، إلى أن القرآن تحذيرا شديدا من كنز المال، وعدم إخراج زكاته: «هو حق الله والفقراء، وما نحن إلا مستخلفون عليه، فالمال مال الله وما نحن إلا مستخلفون عليه، فغني اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غني الغد». هل في المال حق سوى الزكاة؟ وأجاب الدكتور مختار جمعة، في الخطبة، عن بعض الأسئلة التي تدور بخلد بعض الناس الخاصة بالزكاة وإخراجها، ومنها : هل في المال حق سوى الزكاة؟. وأجاب الوزير، قائلا: نعم، في المال حق فوق الزكاة، وهو الواجب الكفائي والصدقات، مؤكدا أن إطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض من فروض الكفايات، حتى لو كانت من الصدقات الزائدة بعد الزكاة. كما أجاب الدكتور محمد مختار جمعة، على من يقول هل يجوز إخراج الزكاة لعلاج الفقراء أو توفير اللقاحات والأمصال لهم أو لأبنائهم، سواء في كورونا أو غيره، قائلا: نعم، يجوز ذلك، بل هو من أولى أولويات الزكاة؛ فدفع المرض من أولى الأولويات، خاصة في النوازل، مضيفا: «وبما أن الفقراء هم في مقدمة المستحقين للزكاة فعلاجهم أولى؛ لأن دفع المرض أهم من دفع الجوع، وعلاج الفقراء من أولى الأولويات في الزكاة، ويجوز أن يكون هذا في شكل لقاح للفقراء وأبنائهم». تعجيل الزكاة في ظل كورونا وأكد «جمعة» جواز تعجيل الزكاة قبل حلول الحول، مشيرا إلى أن هذا دليل على سماحة النفس مع الله والناس، وعلى كرم العبد مع الله والخلق، مشددا على أن تعجيلها في أوقات النوازل والكروب والأزمات مستحب؛ لتفريج كرب المكروبين، «فمن سمحت نفسه بتفريج الكروب من الصدقات، ومن باب فروض الكفايات، ومن لم تسمح نفسه جاز أن يعجل بالزكاة، وهذا وقت ينبغي على الناس فيه التراحم والتكافل، فإن لم يتراحم الناس في أوقات المحن والنوازل والشدائد والكروب فمتى يتراحمون؟، ومن لم يتعظ بتخطف الموت لبعض أهله ولأصدقائه ولأقاربه فلا واعظ له». واختتم الوزير الخطبة بتهنئة أهالي أسوان بعيدهم القومي، مؤكدا: «ما لمسناه من بناء مستمر، حتى في أحلك الظروف والأوقات، يؤكد أن مصر محفوظة بحفظ الله، وأنها رغم كل الصعوبات الاقتصادية التي تحيط بالعالم كله، تبني وتعمر في كل يوم، وفي كل المجالات».