بدأت لجنة إدارة الأزمة بوزارة الأوقاف، برئاسة الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى، أعمالها فى أول صلاة جمعة، بعد تشكيلها، وأجرت اللجنة خلال أول اجتماع لها، اليوم، اتصالات بالمديريات على مستوى الجمهورية للتأكد من تطبيق كل الإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها الحملات الموسعة لنظافة المساجد وتعقيمها، استعداداً لإقامة شعائر الجمعة، مع الالتزام التام بجميع الضوابط الوقائية الخاصة بفيروس كورونا. أئمة البحيرة يطالبون المصلين ب«الكمامة والسجادة» منعاً لانتشار الفيروس وقالت مصادر بالأوقاف إن الوزارة أعادت فتح عدد من المساجد التى تم إغلاقها بسبب عدم التزامها بالإجراءات الاحترازية المتبعة بسبب كورونا، لافتة إلى أن لجنة إدارة الأزمة بالوزارة قررت اليوم، إعادة فتح 7 مساجد بمحافظة دمياط وتم أخذ التعهدات الكاملة للالتزام بالإجراءات الاحترازية التى تحددها الوزارة، كما تم افتتاح 8 مساجد بمحافظة شمال سيناء، كانت أغلقت لعدم الالتزام بضوابط الوزارة. مصادر: دراسة لإعادة فتح المساجد المغلقة وأكدت المصادر ل«الوطن» أن اللجنة تدرس إعادة فتح 45 مسجداً المغلقة، حيث كان العدد 60 مسجداً، وتم افتتاح 15 مسجداً أمس، ومتبقٍ هذا العدد وسيتم دراسة موقفها لإعادة فتحها من جديد. وتختص اللجنة حسب قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، باتخاذ ما تراه مناسباً فى أى مخالفة تتصل بعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا، فى المساجد على مستوى الجمهورية، وتعتبر فى حالة انعقاد دائم، فى ظل تصاعد الموجة الثانية للفيروس، وزيادة أعداد المصابين. ويترأس اللجنة الشيخ جابر طايع، وتضم فى عضويتها الشيخ صبرى دويدار، رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة، والدكتور أحمد عبدالرؤوف، مدير عام الشئون القانونية، والشيخ أحمد عبدالمنعم، مدير عام المراجعة الداخلية والحوكمة. وحدد قرار الوزير خطوات الإغلاق، حيث سيتم إبلاغ قيادات المديريات بالمحافظات، وإذا رأى مدير أى مديرية ضرورة تستدعى غلق أى مسجد، يرفع الأمر فوراً لرئيس اللجنة الشيخ جابر طايع ثم تتخذ اللجنة، فى اجتماعها القرار المناسب، وفقاً لمقتضيات الأمر، إما بالغلق أو مجازاة المقصر، ولا يسمح للمديريات باتخاذ أى إجراءات فردية بخصوص الغلق، واللجنة هى صاحبة الحق فى غلق المساجد أو إعادة فتحها، وسيتم معاقبة أى مقصر فى هذا الشأن. من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، إن الشريعة الإسلامية أولت صحة الإنسان عناية خاصة فأمرت بالحفاظ عليها، والوزارة وجميع العاملين بها لا تدخر جهداً فى تعقيم المساجد وتطهيرها عقب كل صلاة، حتى تظهر بالمظهر الذى يليق بها، مشدداً على أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، إثم ومعصية، فالالتزام بالإجراءات الوقائية التى حددتها الجهات الصحية المختصة والالتزام بالتباعد الاجتماعى مطلب شرعى ووطنى وإنسانى، فطاعة الله لا تنال بمعصيته ولا بأذى الخلق. فى نفس السياق، أصدرت وزارة الأوقاف منشوراً داخلياً وزعته على المديريات، طالبت فيه جميع الأئمة والعاملين بالأوقاف بالتأكيد على الالتزام بكل إجراءات التباعد، وجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، والتنبيه على المصلين على حرمة أذى النفس أو أذى الخلق، وأن المسلم الحقيقى لا يمكن أن يكون سبباً فى أذى نفسه أو غيره. وفى المحافظات، حذرت بعض المساجد المصلين من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأطلقت مكبرات الصوت فى مساجد مدن ومراكز البحيرة، تنبيهات للمصلين الوافدين لأداء صلاة الجمعة، اليوم، تطالبهم بإحضار سجادة الصلاة، والكمامة، ومطهر شخصى إذا توافر، حفاظاً على المصلين ومنعاً لانتشار كورونا، فيما أكد أئمة المساجد عبر مكبرات الصوت قبل الصلاة، أن الإجراءات الاحترازية تقتضى تنفيذ هذه التعليمات، لمواجهة كورونا والحد من انتشاره. وفى أسيوط، أكد الدكتور عاصم قبيصى، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، خلال اجتماعه مع مديرى الإدارات الفرعية، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل المساجد وارتداء المترددين على المساجد الكمامة واصطحاب المصلية الشخصية الخاصة بهم، مشدداً على منع غير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية من دخول المساجد، وعدم فتح دورات المياه ومتابعة التعقيم والتطهير الدورى للمساجد ورفع أى مخالفة إليه، إلى جانب الالتزام الكامل بوقت وموضوع الخطبة الموحدة. وشكل «قبيصى» غرفة عمليات مركزية بديوان عام المديرية، لمتابعة خطبة الجمعة واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وعلامات التباعد بالمساجد مع عدم تجاوز الوقت المحدد للخطبة حالياً وهو عشر دقائق فقط، والالتزام بموضوع خطبة الجمعة المحدد من قبل الوزارة، والتأكيد على مراعاة علامات التباعد والالتزام بالكمامة، وعدم فتح دورات المياه، وعدم فتح الأضرحة، وعدم إقامة مناسبات اجتماعية. وحشدت وزارة الأوقاف منابرها، التى يقدر عددها ب120 ألف منبر على مستوى الجمهورية، فى خطبة الجمعة اليوم للحديث عن «إتقان العمل»، وشددت الوزارة على الالتزام بموضوع الخطبة نصاً أو مضموناً على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة. وتضمنت الخطبة الموحدة أن إتقان العمل والتميز فى من أهم القيم التى دعا إليها الإسلام، وحث عليها، ولا أدل على ذلك من أن الله خلق هذا الكون بإتقان وإبداع، ليسير الناس على هذا النهج الإلهى فى أعمالهم. وأضافت الخطبة أن المتأمل فى القرآن الكريم يجد أنه فى كثير من آياته يدعو إلى إتقان جميع الأعمال، فإنه لم تتقدم أمة من الأمم إلا بتفانيها فى صناعتها وحرفها ومهنها المختلفة، فمن الحديد تُصنع الدروع والأسلحة التى تحمي بها الأوطان والأعراض، وتصنع المنتجات التى تنفع المجتمع. وحث الإسلام على الإتقان، فقد حذر من التقصير والإهمال، وبين أن الله مطلع على الناس، ومراقب لهم، فعدم إتقان العمل من الإفساد فى الأرض الذى نهى الله تعالي عنه، فعدم إتقان العمل فيه إثم بقدر ما يتسبب فى ضياع الأموال، وإهدار الطاقات، فهذا ومَن على شاكلته لا تتسق أعمالهم مع الدين، ولا الوطنية، ولا الضمير الإنسانى الحى، لأن عدم الإتقان غش للمجتمع، وإهدار وتضييع ثرواته ومقدراته، وإيذاء لخلق الله.