صاروخ غادر يسقط وسط منطقة مزدحمة بالسكان فى مدينة العريش، ليحصد العشرات من الضحايا من الشباب والنساء والرجال، وفى لحظة واحدة أصبحت ضاحية السلام ملفوفة بثوب الحزن، لم يعد هناك منزل واحد فيها دون شهيد أو مصاب. طفل لم يتجاوز 12 عاماً فى لحظة يفقد والده ويصاب شقيقه بيد الإرهاب الغادر الذى لا دين له، حينما يسفك الدماء البريئة دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك. وبدا المشهد وسط ضاحية السلام مليئاً بالحزن والعويل والصراخ ومناجاة من الأهالى، عقب انفجار العريش الذى أودى بحياة 8 أشخاص وإصابة العشرات. فى ركن من شارع الضاحية صبى صغير لم يتعدَّ 12 عاماً يبكى بحرقة ودموعه تتساقط على وجهه بين أصدقاء الحى. اقتربت منه فقال أصدقاؤه لقد مات والده (هذا ابن عم ماهر) وشقيقه «حمادة» فى المستشفى مصاب وعلى وشك الموت. لا أصدقاء من حوله يهونون عليه ويحتضنونه. كانت قمة القسوة أن تلتقى بطفل يفقد والده الذى يرعاه وشقيقه الذى كان يلعب معه منذ قليل. قال «يوسف»: إن والدى وأخى ماتا فى الانفجار، أخى كان يشترى السحور لنا من السوبر ماركت، ووالدى كان يصلى التراويح فى المسجد. وصلت بعد الانفجار فقالوا لى إن والدك توفى وشقيقك أيضاً. تدخل فى الحديث أحد أقربائه، فقال شقيقك لم يمت هو مصاب فى المستشفى، فعلمنا أن شقيقه لم يمت حينها، فرح قليلاً ثم قال والدى، فرد أصحابه: البقاء لله، فعاد للبكاء. وأكمل «يوسف»: «أبويا مات، إيه ذنبه؟ ليه قتلوه؟ حرام عليهم، كنت ذاهب لأشاهد كأس العالم وسمعت الانفجار، فجئت إلى مكان الحادث فوجدت ناس كتيرة ميتة هنا لم أعلم أن والدى واحد منهم، إلا عندما أخبرنا واحد من أقربائى أن والدى كان خارجاً من الصلاة فأصيب بشظايا فى رأسه أدت إلى موته».