تفقّدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مركز طبى النزهة الجديدة، أحد مراكز تلقى لقاح فيروس كورونا، للوقوف على الاستعدادات النهائية تمهيداً لبدء توزيع اللقاح على الفئات المستحقة ذات الأولوية المتقدمة، تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبدعم صندوق «تحيا مصر» لتوفيره. وتفقدت «هالة» المسارات المقرر أن يمر بها متلقى اللقاح، بعد التسجيل على الموقع الإلكترونى. ورافق الوزيرة فى جولتها اللواء محمد مصطفى لبن، مدير إدارة الأشغال العسكرية، ووفد من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة لمبادرات الصحة العامة، والدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى، والدكتور محمد شوقى وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، والمهندس خالد عبدالرحمن رئيس الإدارة المركزية للمشروعات. وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزير الصحة لشئون الإعلام والمتحدث باسم الوزارة، إن «الوزيرة تفقّدت التجهيزات بالمركز، واطمأنت على وجود الأجهزة والمستلزمات الطبية وغير الطبية وثلاجات حفظ اللقاحات، وأجهزة كمبيوتر لتسجيل البيانات، ضمن عملية ميكنة كافة المراكز، وإدراجها بمنظومة التشغيل التى تربط بين الموقع الإلكترونى الخاص بالتسجيل والخط الساخن للوزارة، وأماكن تلقى جرعات اللقاح». وأوضح «مجاهد» أن مركز تلقى اللقاح يشمل 4 غرف منها غرفة تسجيل ومراجعة البيانات، وغرفة الموافقة المستنيرة، وعيادة التطعيم، وعيادة المتابعة الصحية بعد التطعيم، وبعد تلقى الجرعة الأولى يتسلم المواطن كارت المتابعة الصحية وبه ميعاد تلقى الجرعة الثانية، مضيفاً: «الوزيرة ناقشت مع وفد الهيئة الهندسية خطة تطوير ورفع كفاءة إنشاءات مراكز تلقى اللقاح، والتأكد من كفاءة المرافق، كما وجهت بإحلال وتجديد الفرش غير الطبى، وتوفير كراسى متحركة للتسهيل على كبار السن». ونفت الحكومة فرض غرامة 10 آلاف جنيه على الممتنعين عن التطعيم بلقاح فيروس كورونا، وتواصل المركز الإعلامى لمجلس الوزراء مع وزارة الصحة حول تلك الأنباء المتداولة على مواقع التواصل، وأكدت أنه لا صحة لفرض أى غرامات على الممتنعين، وأن تلقى اللقاح اختيارى، ولا يمكن إجبار أى فرد أو فئة على التطعيم به. وتم البدء فى تفعيل منصة إلكترونية لتسجيل طلبات الراغبين فى الحصول على اللقاح، على أن يتلقى المتقدمون فى المرحلة الأولى رسالة نصية لإخطارهم بمواعيد وأماكن التوجه لتلقى اللقاح، وسيتم توفير مراكز صحية بكل محافظة للتطعيم، حيث تشمل مسارات تلك المراكز منطقة إرشادية لتوعية الفئات المستهدفة بالتطعيم كأولوية، ومنطقة إدارية لمراجعة البيانات وتسجيلها على المنظومة الخاصة بالتسجيل للقاحات، وغرفة موافقة مستنيرة يتم بها إطلاع الأشخاص على جميع الشروط، وغرفة للتطعيم، ومكاناً مخصصاً لحفظ اللقاح، كما سيتم توفير عيادات لمتابعة المواطنين الذين تم تطعيمهم. وتباشر نيابة الحسينية التحقيق فى واقعة وفاة 4 من مرضى كورونا فى عزل مستشفى الحسينية، وذلك بعد تردد أقاويل بين الأهالى مفادها أن الوفاة جاءت بسبب نقص الأكسجين. واستدعت النيابة مدير المستشفى وعدداً من الأطباء للاستماع لأقوالهم. وأكد الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، أنه لا صحة لوفاة 7 حالات بكورونا فى مستشفى الحسينية المركزى بسبب نقص أو نفاد الأكسجين، مشيراً إلى أن عدد المتوفين 4 فقط كانوا على أجهزة تنفس صناعى، وأن الوفاة طبيعية نتيجة لتدهور حالتهم بسبب الإصابة، كما أنهم من أصحاب الأمراض المزمنة. جاء ذلك رداً على ما تداولته صفحات التواصل بمقطع فيديو مصور من داخل مستشفى الحسينية المركزى يُظهر وفاة عدد من مرضى كورونا إثر توقف ضخ الأكسجين. وقال المحافظ إنه تم تشكيل لجنة فنية فور ظهور الفيديو، وإنه توجه للمستشفى للتأكد من صحة ما تم تداوله بخصوص نقص الأكسجين، وبالفحص تبين أن المتوفين 4 فى عناية العزل من أصحاب الأمراض المزمنة، موضحاً أن إحدى الحالات كانت على «فنت»، و2 «سباب»، موضحاً أن الأكسجين متوفر بالمستشفى، لافتاً إلى وجود 17 طفلاً بالحضانة وحالتين بالعناية العامة، و36 حالة إصابة بقسم العزل، ولم يحدث أى وفيات بين هذه الحالات، وأن الأكسجين المغذى للمرضى بالعناية المركزة هو نفسه المغذى للحضانات والعناية العامة، ووقت حدوث الوفيات كانت سيارة الأكسجين تغذى «التانك»، ما يعنى أنه لا يوجد نقص، إضافة إلى أنه توجد شبكة احتياطية للاستعانة بها حال حدوث أى مشكلة فى خزان الأكسجين، ويتم تقديم الخدمات الصحية بصورة مُرضية. وتداول رواد التواصل صوراً عديدة لممرضة فى قسم العزل بمستشفى الحسينية بعد انقطاع الأكسجين وهى تجلس وكأنها خائفة فى إحدى زوايا غرفة العزل. ولاقت الصورة تفاعلاً كبيراً من المواطنين الذين أكدوا ضرورة الاهتمام بقطاع الخدمات الطبية المعاونة، لدورهم فى مساعدة حالات كورونا. «الوطن» تواصلت مع آية على محمد على، من منطقة الحجازية التابعة لمركز الحسينية بالشرقية، والتى أكدت أنها تعمل منذ ما يزيد على 7 أشهر فى قسم العزل بالمستشفى، بعدما تخرجت من أحد معاهد التمريض، لتتلقى تدريبها داخل مستشفى الحسينية قبل أن تنتقل إلى قسم العزل فى أواخر أيام الموجة الأولى من كورونا. تقول «آية» إنه مع تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، حدث خلل فى أداء أسطوانات الأكسجين، ما أدى إلى ضعف وصول الأكسجين للمرضى، الأمر الذى نتج عنه اختناق عدد كبير من حالات العزل: «فجأة الأكسجين ضغطه قل، والحالات جالها اختناق، وحاولنا بكل الطرق نسعفهم وفشلنا لأن حالتهم كانت متدهورة بالفعل من قبل موضوع نقص الأكسجين». وتعمل «آية» ضمن الفريق الطبى المكلف برعاية الحالات فى العناية المركزة، ويقتصر دورها على تقديم العلاج والطعام والتعامل المباشر مع المرضى: «بشتغل من 8 بالليل ل8 الصبح، واللى حصل امبارح كان ضغط رهيب عليا بسبب إنى أول مرة أتعرّض لمناظر الموت دى كلها». لم تعتد «آية» على مشاهدة هذا العدد من حالات الوفاة، الأمر الذى أصابها بصدمة كبيرة أفقدتها القدرة على الحركة لتجلس فى غرفة العناية المركزة ويظهر عليها الرعب: «ماكنتش خايفة ولا حاجة، لكن كنت مرهقة وزعلانة على الناس اللى ماتت، ماكنتش أتمنى ده يحصل، عملنا كل اللى نقدر عليه وأكتر علشان ننقذ المرضى وفشلنا».