أعلن الرئيس الأوكراني "بترو بوروشنكو"، مساء الإثنين، أن بلاده لن تمدد وقف إطلاق النار مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال "بوروشنكو" في رسالة إلى الأمة نشرتها الرئاسة الأوكرانية بعد دراسة الوضع، "قررت بصفتي قائدا للقوات المسلحة، عدم تمديد وقف إطلاق النار الأحادي الجانب". وأضاف، "سنهاجم الانفصاليين الذين يسيطرون منذ شهرين على قسم كبير من منطقتي دونتسك ولوغانسك، لكنه إشار إلى أن أوكرانيا لن تتخلى مع ذلك عن السلام. وقال إن "الفرصة الوحيدة لتطبيق خطة السلام لم تنتهز.. وهذا الأمر لم يتحقق بسبب الأعمال الإجرامية للمقاتلين الانفصاليين.. لقد أعربوا علنًا عن رفضهم دعم خطة السلام بشكل عام ووقف إطلاق النار بشكل خاص". وتابع "بروشنكو": "بشكل فاضح، انتهكوا نظام وقف إطلاق النار. الإدارة السياسية للانفصاليين أعربت عن رفضها وعن عدم قدرتها السيطرة على تحركات الإرهابيين التابعين لها والعصابات الإجرامية". وأوضح أن "خطتنا للسلام كاستراتيجية بالنسبة إلى أوكرانيا وحوض دونباس لا تزال سارية". وقال "حتى إننا مستعدون للعودة إلى نظام وقف إطلاق النار في أي وقت، عندما نرى أن جميع الأطراف متمسكون بتطبيق النقاط الأساسية لخطة السلام هذه". وتابع "فليفرج المقاتلون عن الرهائن. وليتم في الطرف الآخر من الحدود (الجانب الروسي) وقف عمل المخربين والذين ينقلون السلاح.. ولتراقب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا احترام القواعد عند الحدود". ومن جهة أخرى، حاول بوروشنكو طمأنة السكان في المناطق الانفصالية حيث اتسعت دائرة النزوح نحو روسيا كما نحو مناطق أخرى في البلاد خلال الأسابيع الماضية. وقال الرئيس الأوكراني أن "القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني والوحدات الأخرى لن تسمح أبدا باستعمال القوة ضد السكان المسالمين. وهي لن تطلق النار ابدا على الاحياء السكنية". وكان يرد بذلك بشكل غير مباشر على اتهامات الانفصاليين بأن قوات كييف غالبا ما تصيب المدنيين ومنازلهم. وأخيرا، وعد الرئيس الأوكراني بإصدار عفو عن الذين يوافقون على التخلي عن النزاع المسلح. وقال "لكل شخص سلك طريق التمرد المسلح ضد السلطة الشرعية ولكنه أقر بأنه ارتكب خطأ ويريد تصحيحه، أنا أضمن بوصفي كرئيس بأنه لن يحال إلى القضاء". وأضاف "لا يوجد إلا شرط واحد: التخلي عن السلاح طوعا". وجاء هذا الإعلان بعد ساعات على محادثات هاتفية رباعية حاول خلالها الرئيسان الروسي والفرنسي وكذلك المستشارة الألمانية دفع كييف إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي انتهى مفعوله الإثنين.