قال عدد من الإسلاميين إن هناك صراعاً مرتقباً بين تنظيم القاعدة وداعش حول قيادة الجهاديين والجماعات الإرهابية حول العالم، مؤكدين أن فكر داعش فكر خوارج وأكثر تكفيراً من القاعدة وسيكون لها السيطرة حال وجود صدام، وإن «الإخوان» لن تدعم الدولة الإسلامية علناً. وقال الدكتور أمل عبدالوهاب، القيادى الجهادى السابق، إن «داعش» خرجت من عباءة تنظيم القاعدة، ثم كفّرت القيادات وأصبحت تنتهج منهج الغلو فى التكفير والقتل، فصار لها وجود وانضم لها عدد كبير من الشباب، و«داعش» أثرت سلباً على فكر الجهاديين فى العالم، وأعتقد أن كل الجماعات التكفيرية والإرهابية ستتواصل مع الدولة الإسلامية فى العراق والشام فى ظل الانتشار الذى تقوم به. وعن مستقبل العلاقة بين تنظيم القاعدة وداعش، قال: سيحدث صراع كبير بينهم، فى الأماكن التى يوجد بها التنظيمان، كذلك هناك صراع على إدارة الجهاديين فى العالم، وستحاول داعش إثبات الوجود الأكبر لها، من خلال تنفيذ عمليات إرهابية فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية. وأوضح «عبدالوهاب» أن التنظيم الدولى للإخوان لن ينضم إلى «داعش» أو «القاعدة» فى الصراع المقبل، لكن سيمول «داعش» لتحقيق فوائد خاصة به على الأرض، وبالتحديد فى مصر، لتخفيف الضغط عليهم فى السجون والمعتقلات. وقال ياسر سعد، عضو تنظيم الفنية العسكرية، مؤسس الجبهة الوسطية، إن صراع «داعش» و«القاعدة» مثل صراع طالبان والقاعدة، الماضى، مضيفاً: الصراع المقبل سيكون على ولاية الخلافة الإسلامية، فما يحدث فى العراق نموذج لما حدث بين طالبان والقاعدة، وهناك احتمالان، الأول أن ينتهى أيمن الظواهرى زعيم القاعدة، نظراً لعدم وجوده بالمشهد، وتجبر «داعش» أتباع الظواهرى على مبايعة أبوبكر البغدادى أميراً للمسلمين، والاحتمال الآخر هو بقاء الاثنين، لكن سيكون الانتشار الأكبر لداعش. وتابع: داعش ستخرج خارج حدودها ولن تهدأ قبل الحصول على بغداد، وإيقافها بيد الأمريكان، ومصر ستخسر لو تدخلت فى ذلك الأمر. وأضاف أن الإخوان تضمن مصالحها مع أمريكا فهم حصلوا على وعود بالحصول على جزء من مصر فى وقت التقسيم. وقال محمد توفيق، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن داعش لديها خط مفتوح مع رجال محمد الظواهرى بمصر، مضيفاً ل«الوطن»: هناك تواصل بينهم من أجل المصلحة، وهى تبارك التفجيرات التى تحدث بمصر». وقال شريف أبوطبنجة، أحد القيادات السابقة بالجماعة الإسلامية، إن الحركات الجهادية تجمع نفسها وتهاجم مناطق كبرى لإظهار قوتها والسيطرة كما حدث فى العراق وليبيا وسوريا. وأضاف ل«الوطن»: الصراع قائم بين القاعدة وداعش، ولو استقر الأمر فى يد داعش ستجرى السيطرة على بعض الدول مثل العراق وسوريا وسيمتد الأمر إلى لبنان والبحرين وقد يصل إلى السعودية على المدى البعيد. من جانبه، قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» مبتدعون على طريقة الخوارج، داعياً الله أن يخلّص المسلمين مِن شرهم. وأضاف «برهامى»، فى فتوى له على موقع «أنا السلفى»، أعادوا نشرها أمس: «داعش لديها انعدام ضوابط التكفير، وهم متفقون على تكفير جميع أفراد الجيوش والشرطة فى الدول العربية والإسلامية كأصل التنظيم الذى خرجوا منه (القاعدة)، وكذا الحكومات بأسرها، فهم مبتدعون على طريقة الخوارج، خلَّص الله المسلمين مِن شرهم».