سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر من داخل اللجنة: نتائج تجارب العلاج أسفرت عن اختفاء الفيروس مبدئياً من دماء 3% من الحالات وتحسن 33% وعدم استجابة 60% انتهينا من التقرير قبل انتخابات الرئاسة.. وطالبنا بإجراء المزيد من التجارب قبل بدء العلاج
كشفت مصادر بلجنة تقييم جهاز علاج فيروس سى، أن اللجنة انتهت من أعمالها وسلمت تقريرها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية التى انتهت بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقالت المصادر، ل«الوطن»، إن التقرير احتوى على العديد من الملاحظات منها نقل تبعية الإشراف على الجهاز إلى إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، وهو ما تم بالفعل، فضلاً عن إجراء المزيد من التجارب الإكلينيكية على الحيوانات، يتبعها إجراء تجارب أخرى سريرية على المرضى؛ لبيان مدى سلامة الجهاز وفعاليته، بالإضافة إلى الحالات التى تناسب الجهاز من ناحية مراحل تقدم المرض، ومدى درجة تليف الكبد، على أن يتم إجراء تلك التجارب فى 4 مراكز بحثية مختلفة، ويتم إجراء تقييم دورى للجهاز لمدة عام قبل اعتماده من الجهات الرسمية. وأضافت المصادر أن التأجيل جاء بناءً على طلب من اللجنة المشكلة من 6 أطباء لمتابعة الجهاز، حيث اتفقت على أن النتائج المعلنة للجهاز حتى الآن لا تزال تحتاج لفترة أطول من الدراسات والأبحاث، مشيرة إلى أنه لن يتم تجربة الجهاز على المزيد من المرضى وإنما ستستمر تجربته على ال80 حالة المجرب عليها الجهاز منذ البداية لمدة 11 شهراً أخرى. وأوضحت أن العلاج بهذا الجهاز ينقسم إلى 3 مراحل؛ الأولى لمدة 10 أيام يأخذ فيها المريض أقراصاً، لتأتى المرحلة الثانية وتستمر لمدة 20 يوماً يخضع خلالها المريض للجهاز الذى من المفترض أنه يقضى على الفيروس من خلال الموجات فوق البنفسجية، ثم المرحلة الثالثة ومدتها 5 أشهر يعالج فيها المريض بالأقراص، ثم يخضع المريض للمتابعة لمدة 6 أشهر يتم خلالها قياس حجم الفيروسات باستمرار للتأكد من مدى فعالية العلاج فى القضاء عليها. وكشفت أن تجربة الجهاز على ال80 حالة أسفرت عن اختفاء الفيروس مبدئياً من دماء 3% من الحالات، وتحسن حالة 33%، و60% لم يستجيبوا للعلاج، و4% ظهرت عليهم أعراض جانبية. وأكدت أن القوات المسلحة لن تطبق هذا العلاج إلا بعد التأكد من نتائجه بنسبة 100% حرصاً على سلامة المواطنين، مطالبة بعدم الاستماع لأى تصريحات إلا من خلال المتحدث العسكرى شخصياً. من جانبه، قال الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، ل«الوطن»: إن جهاز الهيئة الهندسية للجيش حصل على موافقة إدارة البحوث العلمية. وأضاف أنه لكى تتم الموافقة على أى عقار لا بد أن يمر بمراحل كثيرة منها تجربته على الحيوانات، ثم على عينات من الإنسان، يليها أعداد أكثر من المرضى قد تصل ل3000 حالة، بعدها يتم تقييم الجهاز والموافقة عليه، ثم متابعته فى سنواته الأولى لبيان ما إذا كانت له أعراض جانبية من عدمه، وإذا تبين ذلك حتى بعد مرور سنة أو أكثر فإنه يتم سحب الدواء فوراً من الأسواق. وتابع: فيما يخص جهاز الجيش فإنه لم يحصل بعد على موافقة الوزارة ولن يتم علاج المواطنين به حتى يحصل على هذه الموافقة، وبالنسبة لاستخدام الجهاز فى تشخيص المرض فهو جهاز جيد جداً بمجرد أن تعرِّفه على الجين يشير عليه، ولكن قضية استخدامه فى العلاج هو الأمر الذى لم يُحسم بعد، وحالياً يتم عمل أبحاث على هذا الجهاز وعرض نتائجها على متخصصين بإمكانهم إجراء تجارب أخرى عليه، ومن ثم فإجازة استخدام الجهاز ستأخذ وقتاً، وبالتالى من الطبيعى تأجيل استخدامه حتى التأكد من نتائجه، وحصوله على موافقة وزارة الصحة. واعتبر الدكتور عبدالحميد أباظة، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن إعلان القوات المسلحة تأجيل استخدام جهاز فيروس سى فى العلاج للانتهاء من إجراء التجارب هو إجراء جيد يدل على أخلاقيات مهنية عالية، تأبى استخدام الجهاز فى علاج المرضى قبل التأكد من نتائجه بنسبة عالية. وأضاف، ل«الوطن»، أن اللجنة القومية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى التابعة لقطاع الصيدلة كتبت مجموعة من التوصيات فى فبراير الماضى بشأن هذا الجهاز هى أن الجهاز مطلوب بصفة عامة، ولكن لا بد من التعرف على النظرية الخاصة به وطريقة استخدامه، ومناقشة كل ما يخصه مع كبار أساتذة الكبد بطريقة علمية بحتة بعيداً عن أى اعتبارات سياسية. وتابع: طالبنا كذلك بعمل أبحاث فى 4 جامعات على هذا الجهاز وأن يحصل على نفس النتائج فى الجامعات الأربع، مثلما حدث مع جهاز التشخيص الذى أنتجته القوات المسلحة والذى تبين أهميته بعد إجراء أبحاث عليه فى كل من جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة ومعهد الكبد، وخرجت كافة النتائج متطابقة تؤكد نجاح الجهاز، لذلك حصل على موافقة وزارة الصحة. وقال الدكتور محمود عثمان، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بجامعة عين شمس، إن جهاز القوات المسلحة لعلاج المصابين بفيروس سى لم يُعرض بعد على اللجان المتخصصة لإجراء التجارب عليه، حتى إن أغلب أساتذة الكبد لا يعرفون عنه شيئاً حتى الآن، وبالتالى فكان من الطبيعى تأجيل استخدامه حتى الانتهاء من إجراء التجارب عليه، وحصوله على موافقات وزارة الصحة. وقال الدكتور أحمد على الجارم، أستاذ متفرغ بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للأمراض المتوطنة: إن جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس سى غير مبنى على أساس علمى، ففيروس سى بعد إصابته للكبد ينتقل للدم، بينما يعتمد جهاز القوات المسلحة على نقل دم المريض وتنقيته من الفيروس ثم ضخه له من جديد وهى طريقة غير علمية لأنه على الرغم من أن الفيروس تكاثر ووصل إلى الدم فإنه لا يزال موجوداً فى الكبد وسينتقل من جديد إلى الدم وكأن شيئاً لم يحدث.