من خلف نظارة طبية، ترتفع على وجه أبيض مستدير، تحدث الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن تقليل ساعات فصل التيار، خصوصاً وقت الإفطار فى شهر رمضان المقبل، فى اجتماعه الأخير بمجلس الوزراء، مشيراً فى الوقت ذاته إلى تأكده من ارتفاع حجم الاستهلاك الكهربى خلال ساعات الذروة، من السادسة حتى العاشرة مساءً، فى إشارة واضحة إلى أن الوزارة لن تستطيع وقف تطبيق تخفيف الأحمال أو قطع التيار الكهربى عن القطاعين المنزلى والصناعى. عدة تحديات يواجهها «شاكر» فى ظل الحملة التى أطلقتها الوزارة عن الترشيد «بالمعقول» خلال شهر رمضان، أولها الاستخدام المفرط للمبات الإنارة لتزيين الشوارع، بجانب الأحمال المتزايدة للمساجد أثناء صلاة التراويح طوال الشهر، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المنزلى خلال ساعات الليل. وفى محاولة لمواجهة هذه التحديات، أعلن «شاكر»، الحاصل على درجة الدكتوراه عام 1978 فى الهندسة الكهربائية من جامعة إمبريال كوليدج البريطانية، أن الوزارة تكثف جهودها لمواجهة عجز الطاقة خلال شهر رمضان، واستعدت لزيادة الأحمال بالدفع بفرق التدخل السريع لمواجهة أى أعطال، فى الوقت نفسه لا تزال محطات الكهرباء تعانى من ضعف الإنتاج الذى لا يتجاوز 25 ألف ميجاوات يومياً، مما يسجل عجزاً بالشبكة القومية للكهرباء يقدر ب3 آلاف ميجاوات فى المتوسط يومياً. ربما يؤهل حصول «شاكر» على جائزة هيئة مهندسى الكهرباء البريطانية «IEE» عام 1985 بمجال العلوم والتكنولوجيا، لحل أكثر المشكلات تعقيداً، وهى تجنب قطع التيار الكهربى خلال شهر رمضان، وتدفعه للتوصل إلى بدائل تحمى مصر من الظلام، خلال الأشهر المقبلة. مسيرة علمية كبيرة قطعها «شاكر» طوال حياته، بدأها بالتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1968، وتقلد بعدها مناصب كثيرة، حتى أصبح أستاذاً فى مجال هندسة القوى الكهربائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة منذ عام 1979، وأصبح من أهم الاستشاريين لمحطات القوى الكهربائية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وشارك فى تنفيذ الكثير من المشروعات الهندسية على المستوى الدولى فى مجال الكهرباء والطاقة، إلا أنها لن تغفر له التقاعس عن مواجهة أزمة الكهرباء بحلول جذرية خلال الأشهر المقبلة. لا يزال الكثيرون يعولون على «شاكر»، الذى أعلنها صراحةً بأنه لا يمتلك عصا سحرية، لإعلان خطة قصيرة أو طويلة الأمد لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربى خلال تاريخ محدد، فى ظل غياب شعور المواطنين بضرورة تحمل المسئولية لمواجهة أزمة تعانى منها مصر منذ خمس سنوات.