المفكر للأمم والدول من خلال الدراسات والأبحاث العلمية في المجالات المختلفة التي يقومون بإجرائها من اجل حل المشاكل و الصعاب التي تواجه نمو وتطور المجتمعات وكذلك الاكتشافات والاختراعات التي يصلون لها والتي تعمل علي الارتقاء بالصناعة والزراعة والصحة وغيرها من نواحي الحياة المختلفة. وقد ساعد اهتمام تلك الدول بعلمائها علي تبوء كثير منها مكانة متقدمة في الساحة العالمية كالولايات المتحدة الامريكية واليابان والصين والدول الأوروبية وتعمل هذه الدول علي توفير المناخ وتسخير كل الإمكانات لعلمائها من اجل الاستفادة بعلمهم وأبحاثهم بل ان معظم هذه الدول تعمل علي استقطاب الباحثين والعلماء وخاصة الشباب من الدول الأخري للاستفادة بإمكانياتهم الفكرية والعلمية لخدمة أغراض التقدم في هذه البلا. والحقيقة اننا في مصر لدينا قاعدة كبيرة من العلماء المصريين منهم حوالي خمسين ألفا في الخارج موزعين علي دول العالم وهناك حوالي مائة وثلاثين ألفا موجودين بالداخل موزعين علي الجامعات والمراكز البحثية المصرية وخلال الفترة الماضية ظهرت اصوات كثيرة تنادي بضرورة الاهتمام بعلمائنا في الخارج ووضع أفكار وبرامج للاستفادة بخبراتهم ومحاولة استقطابهم للعمل في مصر. وهذا شئ جيد وحميد ولكن لابد ايضا ان نهتم بعلمائنا في الداخل لكي نستفيد بإمكانياتهم العلمية في كافة المجالات خاصة وان منهم المتميزين والذين يقدمون دائماً أبحاثا وأفكار تحل كثيرا من مشاكلنا اليومية والمزمنة نتيجة تواجدهم المستمر في الوطن والمامهم واحساسهم بتلك المشاكل ونتيجة تعايشهم معها مما يجعلهم يبحثون دائماً ويطرحون الحلول العملية لها . ان الدولة عليها ان تضع رؤي وخطط جديدة واقعية لتحقيق اكبر استفادة من علمائنا بالداخل وعليها ان توفر المناخ الصحي لعمل هؤلاء العلماء وتبذل اقصي جهد لتذليل الصعاب من أمامهم وتعمل علي توفير الرعاية الصحية والاجتماعية وزيادة دخولهم بما يتناسب مع قدراتهم العلمية الخلاقة وبما يضمن لهم مستوي حياه كريمة تجعلهم قادرين علي العطاء وتقديم كل خبراتهم وأفكارهم العلمية من اجل تحقيق النهضة المنشودة لمصرنا الحبيبة.