في 300 صفحة من القطع الصغير، يقدم الفنان والإعلامي سمير صبري، كواليس نصف قرن من الفن والسياسة في مذكراته "حكايات العمر كله" والصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية. يضم الكتاب مقدمتين الأولى للدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والثانية للإعلامي مفيد فوزي، كما يضم ببلوجرافيا للصور. وتقدم المذكرات بانوراما جذابة ومثيرة عن الوسط الفني والإعلامي في مصر منذ عصر عبدالناصر وإلى الآن، كما توضح العلاقة الوثيقة بين الفن والسياسة في حياة النجوم ومنهم أم كلثوم وعمر الشريف وداليدا وإليزابيث تايلور وفاتن حمامة، وسعاد حسني ومحمد فوزي وشادية وهند رستم وتحية كاريوكا وصباح وفريد الأطرش وعادل إمام والمطربة وردة وبليغ حمدي وميرفت أمين، وغيرهم. المذكرات مكتوبة بأسلوب سلس وتستعرض كذلك مشاهد قصيرة في حياة الفنان سمير صبري منذ أن تعلم في مدرسة كلية فيكتوريا بالإسكندرية وهي الكلية نفسها التي تعلم فيها الملك حسين ملك الأردن الراحل والنجوم عمر الشريف وأحمد رمزي ويوسف شاهين، ثم اشتراكه في برامج الأطفال بالإذاعة، وأول أجر حصل عليه، ثم عمله في التليفزيون والسينما. ولا يفوته أن يروي قصصا إنسانية عن الشخصيات التي أجرى معها حوارات وكيف استفاد من القامات التي تعلم معها مثل محمد عبدالوهاب، وتوفيق الحكيم، كما يشير بشكل خاص إلى أساتذته ومنهم الإذاعية آمال فهمي والمذيع جلال معوض. كما تروي أيضا العديد من قصص نجوم الفن وأسرارهم العاطفية، منها أسرار زواج أم كلثوم من الملحن محمود الشريف وغيرة عبدالحليم حافظ على سعاد حسني، وأحداث طريفة أخرى ترتبط بعبدالحليم، وكواليس علاقة سمير صبري مع العندليب الأسمر، والذي يأخذه معه إلى ستديو مصر حيث كان يصور فيلمه الشهير "حكاية حب" وظهر سمير صبري مع الكومبارس يغني "بحلم بيك" إلى جوار الإذاعية آمال فهمي التي علمته أول درس كمذيع راديو. في الكتاب يحكي سمير صبري الكثير عن المصادفات التي غيرت حياته وأسرار زواجه الذي أخفاه عن عائلته وعن ابنه الذي تركه يعيش في إنجلترا وعن قصص حبه ل3 نجمات، لم يذكر أسماءهن في الكتاب، وعن ورطة صنعت منه المذيع النجم. ويحسم الكتاب الجدل حول قصص زواج أم كلثوم التي يراها خطا أحمر، ويؤكد أن عبد الحليم كان يموت من الغيرة على سعاد حسني ويبحث عنها كل ليلة في سهرات نجوم المجتمع ويقسم أن "سندريلا" لم تمت منتحرة ويروي تفاصيل الأيام الأخيرة في حياتها وكيف كانت ترفض الحياة من أموال الأثرياء العرب. كما يحكي عن كواليس حواره مع داليدا في القاهرة، وعلاقتها ببيتها وجيرانها في شبرا، ومدى غرامها بمظاهر الحياة الشعبية في مصر، ووقائع طريفة مع الفنانة الراحلة. قصص كثيرة يرويها عن برنامجه "النادي الدولي" أول برنامج "توك شو "عربي استضاف أبرز الشخصيات العربية والمصرية ومن بينها السلطان قابوس حاكم سلطنة عمان الراحل والشيخ زايد ال نهيان مؤسس الامارات العربية المتحدة الراحل وكذلك الكاتب توفيق الحكيم الذي ظهر على شاشة التلفزيون في أطلالة وحيدة مع سمير صبري الذي انفرد كذلك بآخر لقاء أجراه الإمام موسى الصدر. ويستعرض كذلك الأسباب الحقيقية التي أدت لتوقف برنامجه الشهير بأمر مباشر من الرئيس السادات ومدى صحة علاقة الفنانة فيفي عبده بهذا القرار الذي غيبه عن الشاشة قبل أن يعود للظهور مرة أخرى في عصر مبارك عبر برنامج بعنوان: "هذا المساء". وفي الكتاب لا يقدم سمير صبري مشواره حياته الفنية والخاصة بشكل مباشر إلا في عدة صفحات، ولكنه يحكي عن نفسه بشكل غير مباشر، وبذلك يرسم ملامح عصر بأكمله، ليصبح سمير صبري جزءا من هذا الزمن الجميل.
