سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر الاتحاد الآسيوى للكبد: أدوية جديدة لعلاج «التليف» ومنع تحوله إلى سرطان «شيحة»: أهم مميزات الأدوية الحديثة لفيروس «سى» قلة مدة العلاج والآثار الجانبية.. و«أيوب»: 15% من سكان مصر مصابون بالمرض
التهاب الكبد الوبائى «سى»، المعروف ب«فيروس سى»، أحد أكثر الأمراض انتشاراً فى العالم، حيث وصلت نسبة المصابين به إلى 180 مليون حالة. وينتشر المرض على وجه الخصوص فى مصر، حيث أصاب نحو 15% من تعداد سكانها، ويصيب كل الأعمار خاصة فى الفئة العمرية التى تتعدى سن الأربعين، والأخطر أنه يوجد فى مصر ما يقرب من 150 ألف حالة سنوياً. يمثل فيروس «سى» السبب الرئيسى لمعظم أمراض الكبد، مثل التليف، حسبما يوضح الدكتور هشام أيوب، أستاذ أمراض الكبد بالأكاديمية الطبية العسكرية، أثناء حضوره المؤتمر الدولى ال14 للاتحاد الآسيوى للكبد. ويقول د. جمال شيحة، أستاذ ورئيس وحدة الجهاز الهضمى بكلية الطب بجامعة المنصورة، ل«الوطن»، إن المؤتمر يتميز بأنه يقام كل 5 أعوام، ويخصص موضوعاً بعينه لمناقشته من كل الجوانب، وهدفه هذا العام يتمحور حول تليف الكبد، أسبابه، عوامل الخطورة، مضاعفاته ومدى ارتباطه بفيروسى «سى» و«بى». ويضيف «شيحة»، رئيس المؤتمر، أن المؤتمر استمر 3 أيام، وحضره حشد كبير من أطباء الكبد حول العالم، حيث حضر أكثر من 1000 طبيب، وأكثر من 50 خبير كبد فى العالم، خصوصاً من اليابان وبنجلاديش وسنغافورة وباكستان والهند والصين والفلبين وإندونيسيا والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، موضحاً أن المؤتمر ركز أيضاً على مضاعفات «فيروس سى» العديدة، ومن أهمها تليف الكبد، وأضاف «الوقاية من فيروس «سى» تقى بشكل كبير من الإصابة بتليف الكبد، لذلك اهتم المؤتمر بمناقشة جميع الأدوية الجديدة التى تعطى بالفم دون حقن فى علاج فيروس «سى»، كما ناقشنا العوامل الجديدة التى تساهم فى حدوث تليف الكبد، التى يمكن عند فهمها استنباط الأدوية الجديدة لمنع حدوثه أو وقف تطوره، وأيضاً عرض الأساليب الحديثة فى تشخيص تليف الكبد، سواء عن طريق أنواع جديدة من تحاليل الدم أو بعض أجهزة الأشعة الحديثة، وناقش الأدوية الحديثة فى علاج تليف الكبد». وأكد «شيحة» أن من أهم إنجازات المؤتمر أنه وضع الخطوط العامة الإرشادية لتشخيص وعلاج مرض تليف الكبد، وهو عمل مشرف لمصر أنها تكون البلد الذى يضع تلك الإرشادات، لتكون مرجعاً أساسياً لهذا المرض للسنوات المقبلة لكل أطباء الكبد فى العالم. وعن مميزات الأدوية الجديدة العلاجية لفيروس «سى»، يؤكد «شيحة» أنها فعالة جداً فى القضاء على الفيروس والشفاء منه تماماً، بنسبة تصل إلى أكثر من 90%، فتلك الأجيال الجديدة من الأدوية الحديثة العلاجية لفيروس «سى» تمثل أملاً كبيراً للمرضى، خاصة أن تناولها لا يعقبه أى أعراض، على عكس العلاج من خلال حقن (الإنترفيرون) فتعقبه مضاعفات كثيرة، مثل الشعور بالصداع والتعب والاكتئاب والدوخة. ويوضح «شيحة»، رئيس مجلس إدارة مستشفى ومعهد بحوث الكبد بالدقهلية، أن الأدوية الحديثة تبدو أيضاً مثالية لأنها آمنة جداً، وناجحة جداً فى العلاج، فضلاً عن سهولتها وقصر مدة العلاج التى تتراوح من 3 إلى 6 أشهر فقط، على عكس العلاج التقليدى الذى يصل إلى عام كامل. وعن تداعيات الإصابة بتليف الكبد، يوضح «أيوب»، عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد، أن الكبد عضو حيوى ومهم ويقوم بوظائف عديدة، أهمها أنه يخلص الجسم من السموم ويقوم بعملية التمثيل الغذائى للبروتين، وينظم مستوى السكر فى الدم، وتليف الكبد هو مرحلة من مراحل قصور وظائف الكبد الشديدة، حيث إن الكبد لا يستطيع القيام بوظائفه على النحو المطلوب، مثل إنتاج العديد من المواد المهمة جداً، من بينها الصفراء «عصارة المرارة» التى تساعد على هضم الغذاء. أما عن أهم أعراض تليف الكبد، يقول د. هيتوشى مارياما، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بجامعة «شيبا» باليابان، ل«الوطن»، إن أهم أعراض تليف الكبد تتمثل فى انخفاض الوزن الشديد، وجود آلام فى البطن، الشعور بالتعب، نزيف الدم من الأنف وسهولة الإصابة بالجروح، واصفرار لون الجلد، ومضاعفات المرض خطيرة، حيث إن تليف الكبد يمكن أن يؤدى للإصابة ب«التحصى الصفراوى»، وكلما ازدادت حدة التليف ارتفعت خطورة الإصابة ب«التحصى الصفراوى»، كما أن مرضى تليف الكبد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان الكبد، خاصة سرطان الخلايا الكبدية. وشدد «مارياما» على ضرورة الوقاية قدر الإمكان من الإصابة من فيروس «سى»، لأنه من العوامل الأساسية المؤدية للإصابة بتليف الكبد، والمشكلة فى أن فيروس «سى» من الأمراض التى يطلق عليها «القاتل الصامت»، لأنه لا يتميز بأعراض، ويمكن أن يصاب المريض به لمدة سنوات دون أن يشعر به إلا مصادفة. وعن علاج تليف الكبد، يقول د. لورنتس لزمانا، أستاذ الطب الداخلى وأمراض الجهاز الهضمى بجامعة إندونيسيا بجاكارتا، ل«الوطن»، إنه من الضرورى جداً علاج تليف الكبد فى أسرع وقت ممكن، وبالرغم من أن العلاج لا يحقق الشفاء التام من تليف الكبد، فإنه فى بعض الأحيان يمكن أن يحد من الضرر أو يمنع حدوث أضرار أخرى للكبد، وقد يكون العلاج دوائياً من خلال تناول أدوية، أو جراحياً. ويتحدث لزمانا عن طرق الوقاية، قائلاً «توجد عوامل أخرى يمكن أن تؤدى للإصابة، مثل تناول المشروبات الكحولية بكثرة أو الإفراط فى تناول الأدوية والمسكنات دون استشارة الطبيب». وللحفاظ على صحة الكبد، قدمت الدكتورة ديانا باياوال، رئيس جمعية الكبد بالفلبين، نصائح للوقاية من أمراض الكبد، بما فى ذلك فيروسا «سى» و«بى» وتليف الكبد وسرطان الكبد، وهى الامتناع عن تناول المزيد من الأطعمة المليئة بالدهون أو الأطعمة المليئة بنسب عالية من الكربوهيدرات، وعمل الفحوصات الدورية على الكبد لاكتشاف أى مرض مبكر، لأن التشخيص المبكر يلعب دوراً كبيراً فى الشفاء من أمراض الكبد، وعلى وجه الخصوص يجب على المرضى الذين لديهم تاريخ مرضى، أى أن أحد أفراد العائلة أصيب بأى من أمراض الكبد، فهؤلاء المرضى يجب أن يهتموا بعمل الفحوصات بشكل دورى ومستمر، كما يجب تناول التطعيم الواقى من فيروس «بى»، حيث يوجد تطعيم يقى من الإصابة بالفيروس، على عكس فيروس «سى».