أكد السفير جمال عبدالرحيم متولى، سفير مصر فى أنجولا، أن القارة الأفريقية لا يمكنها الاستغناء عن دور مصر الحيوى والتاريخى فى القارة، معتبراً أن عودة نشاط مصر بالاتحاد الأفريقى تعد أمراً طبيعياً؛ لأن مصر دولة مؤسسة لكل منظمات العمل الأفريقى، وليس من الطبيعى غيابها عن تلك المنظمات، واعتبر السفير أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الأفريقية المزمع انعقادها نهاية الشهر الحالى ستمثل انطلاقة كبيرة لمصر نحو القارة السمراء.. . وإلى نص الحوار: ■ كيف ترى عودة نشاط مصر بالاتحاد الأفريقى؟ - عودة مصر للاتحاد الأفريقى أمر طبيعى ويدل على أن أفريقيا لا يمكنها الاستغناء عن مصر، ومصر لا يمكنها الاستغناء عن أفريقيا، ونحن نرحب بالقرار الذى اتخذه مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى والذى جاء بالإجماع، ليعكس احترام القارة لإرادة الشعب المصرى التى تجسدت فى ثورة 30 يونيو، واعترافاً بنجاح استحقاقات خريطة الطريق بالاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية فى أجواء حرة ونزيهة. مصر دولة مؤسسة لمنظمات العمل الأفريقى، ولا يمكن أن تكون خارج الاتحاد الأفريقى لمدة عام، وهذا النجاح كان ثمرة مجهودات وزارة الخارجية وسفارات مصر فى العديد من الدول الأفريقية. وبعثة الاتحاد الأفريقى شاهدت كيف سارت الأوضاع فى مصر بشكل إيجابى وراقبت العملية الانتخابية ووجدت كيف تمت العملية الانتخابية فى نزاهة تامة. ■ ما الدور المطلوب من مصر أفريقياً فى هذه المرحلة؟ - مصر عازمة على مواصلة دورها التاريخى والطبيعى داخل القارة وتتطلع إلى أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من تعميق وتطوير التعاون القائم فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يحقق المصالح والتطلعات والأهداف المشتركة للشعوب الأفريقية ويعزز أواصر التواصل بينها. والرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطاب التنصيب حدد أولويات مصر الأفريقية، وهى تتمثل فى مواصلة توجيه الدعم الفنى الذى تقدمه مصر لدول القارة فى مجالات الصحة والتعليم والزراعة، وزيادة العلاقات التجارية مع أفريقيا، خاصة أن الاقتصاديات الأفريقية كبيرة وواعدة، كما يجب زيادة الاستثمارات المصرية فى مجالى البترول والزراعة فى هذه الدول، وجذب المستثمرين الأفارقة لنقل جانب من استثماراتهم إلى مصر، خاصة أنها تتمتع بميزة القرب الجغرافى من دولهم. ■ هل النشاط الأفريقى الحالى لمصر كان مرتبطاً فقط بهدف استئناف عضويتها فى الاتحاد، ويمكن أن يتوقف بعد تحقيق هذا الهدف؟ - لا أعتقد ذلك مطلقاً، فمصر لها مصالح حيوية فى أفريقيا، وتسعى لحل ملفات ساخنة مثل ملف حوض النيل ومشكلة سد النهضة الإثيوبى، ولا يمكن أن يكون نشاطها الأخير فى القارة مرتبطاً فقط بمسألة استئناف نشاطها فى الاتحاد الأفريقى، لأن هذه المسألة طبيعية وكانت مسألة وقت فقط ومرتبطة بوجود سلطة منتخبة فى مصر. ■ ما أبرز الملفات التى تحتاج إلى تطوير، فيما يتعلق بعلاقاتنا بدولتى السودان؟ - مصر والسودان لديهما علاقات قوية فى جميع المجالات، وهناك ملفات كثيرة تحتاج إلى تطوير، وليس فقط مسألة المياه؛ فالعلاقات بين القاهرة والخرطوم ترتبط أيضاً بملفات مثل الحدود المشتركة بين البلدين، وهى تحتاج إلى تعاون أمنى وعسكرى لضبط هذه الحدود، خاصة مع توتر الأوضاع فى ليبيا. وبشكل عام العلاقات المصرية بشمال السودان علاقات تاريخية حتى وإن تغيرت صعوداً وهبوطاً، والشعبان السودانى والمصرى لا توجد أى مشكلات بينهما، ولكن علينا دعم العلاقات الثنائية الموجودة بالفعل. وفيما يتعلق بجنوب السودان لدينا وجود مقبول من كلا الطرفين فى الجنوب (الحكومة والمعارضة)، وعلينا استثمار ذلك من أجل لعب دور حيوى وأساسى للوساطة بين الأطراف المتصارعة بين الحكومة فى جوبا والمعارضين لها، من أجل أن ينعم جنوب السودان بالاستقرار بما يمهد لتعزيز العلاقات الاقتصادية معه.