قصص تظنها خيالية لا تمت للواقع بصلة من هول أحداثها الغريبة، ليست من نسج خيال كاتب أو مؤلف، حدثت ولا تزال تحدث فى مصر كل يوم، أبطالها فتيات انقطعت بهن السبل فى القاهرة الكبرى، وتعرضن لحوادث تحرش واغتصاب فى شوارع العاصمة، لم يسلط الضوء عليهن ولا يعرف المواطنون عنهن إلا القليل، وما خفى كان أعظم، وما بين فتاة قادها حظها العثر إلى العيش مع خالها المتحرش ثم الزواج من مدمن مخدرات، حتى اغتصابها من قِبل 15 بلطجياً تناوبوا عليها، إلى أخرى كانت طالبة فى معهد تمريض رفضت العودة إلى أهلها فى كفر الشيخ بسبب قسوتهم، لتغتصب فى مقر حزب سياسى معروف. نفتح الملفات الشائكة التى تبدو غائبة عن أذهان المراقبين والمسئولين فى مصر، فتيات صغيرة يغتصبن فى شوارع المحروسة من قِبل ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة، يصبن بالانطواء والاضطراب النفسى والعصبى، يمارسن العنف ضد أنفسهن وضد الغير، ويحاولن الانتحار جراء عمليات الاغتصاب، لا تعرف عنهن مؤسسات الدولة شيئاً ولا تؤهلهن نفسياً، فقط يتولى عدد قليل من الجمعيات الأهلية إعادة تأهيلهن ورعاية أطفالهن إن وُجدوا. «الوطن» التقت فتاتين من ضحايا التحرش والاغتصاب بأحد مراكز التأهيل لتتحدثا عن قصتهما وكيف تعرضتا لتلك التجربة المريرة، ثم قابلت مديرة جمعية أهلية تعمل فى إعادة تأهيل أمهات الشارع لمعرفة كيفية علاج هؤلاء الفتيات.