بدلا من أن تكون عملية (سرفال) العسكرية الفرنسية في يناير 2013، في مالي انتصارا، فقد كانت على الأقل نجاحا، كما يؤكد كتاب وثيقة يصدر في منتصف يونيو الجاري، ويكشف أن تعقب الإسلاميين مستمر اليوم في الجنوب الليبي. اعتبر جان- كريستوف نوتان الخبير في التدخلات العسكرية الفرنسية في كتابه "حرب فرنسا في مالي"، أنه على الصعيد الميداني، كانت الظروف المعيشية صعبة جدا، وطريقة القتال في بعض الأحيان تبدو وكأنها من عصر آخر. وفي باريس، كانت السياسة حاضرة بقوة في عملية "سرفال" ، وكانت تحدي مطروح على الجيوش، فيما كان المسؤولون الفرنسيون يقسمون بألا يشنوا أبدا حربا في مالي. ولم تستعد فرنسا لشن أكبر عملية منذ حرب الجزائر، بناء على أدلة ملموسة بل بالاستناد إلى مجموعة من القرائن التي قدمتها الاستخبارات الفرنسية، نظرا إلى غياب الصور وعمليات الاعتراض الحاسمة. واختار الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، إرسال قوات خاصة في البداية، وكان الأمر واضحا اقضوا على الإرهابيين. وقال نوتان: إن المفردات التي استخدمها أولاند، في مجلس الدفاع في 11 يناير، اتسمت بمزيد من الحزم، لديكم حرية التصرف، وأنا اتحمل المسؤولية. وأعلن الرئيس الفرنسي، دخول القوات الفرنسية في الحرب. وبدعم من الطيران، حرر عشرات من عناصر القوات الخاصة القسم الأكبر من شمال مالي خلال 3 أسابيع، في انتظار وصول القسم الأكبر من القوات. وفي باريس، قاد اجتماع سرفال العملية، وكانت تعقد 3 اجتماعات يومية صباحا وظهرا ومساء، في مكتب وزير الدفاع جان- إيف لو دريان، في حضور رئاسة الأركان وقيادة القوات الخاصة ورؤساء الأجهزة ال3 للاستخبارات العسكرية ودبلوماسي رفيع المستوى. ويكشف كتاب "حرب فرنسا في مالي"، نفاد صبر الإليزيه حيال الخسائر الطفيفة للإسلاميين في الأسابيع الأولى للتدخل. وبعد شهر من المطاردة، عثرت (سرفال) على العدو في جبال "أدرار إيفوقاس" في الشمال الشرقي. وتطرق نوتان، إلى عدد من المعارك ضد الجهاديين وخصوصا معركة 22 فبراير التي أبهر تحرك وحدات الكومندوس التشادية فيها 22 قتيلا للفرنسيين. وفي إطار عملية سرفال، انتشر 6500 رجل وألقيت 280 قنبلة، واستخدمت تقريبا كلا قدرات الجيش الفرنسي، وأضاف مؤلف الكتاب، أن مئات الجهاديين وعددا كبيرا من قادتهم قتلوا، وأن قسما كبيرا جدا من ترسانتهم العسكرية قد دمر. وكل ذلك مع الخسائر الفرنسية المحدودة جدا 7 قتلى والدعم المتجدد للشعب. ويتساءل نوتان: هل تستطيع فرنسا فعلا الاستمرار في القول: إنها ليست معنية ب"الشؤون الداخلية" لبلد عندما ترسل إليه آلافا من جنودها وتعرض حياتهم للخطر والموت؟. ويحذر من الوضع في ليبيا، البلد غير المنضبط، وتفيد كل المؤشرات بأن الجهاديين يرغبون في اقامة معقلهم في الجنوب. وقال كريستوف نوتان الخبير في التدخلات العسكرية الفرنسية في كتابه "حرب فرنسا في مالي": إن 100 من عناصر "الكومندوس" الفرنسيين يتمركزون في الخطوط الأمامية اليوم في شمال النيجر في "أجويلال" مع الجنوب الليبي، مضيفا أن مهمتهم ليست مساعدة الجيش النيجيري ولا، كما قيل، الاضطلاع بدور الحارس لمجموعة "أريفا" الفرنسية التي تستثمر مناجم اليورانيوم في النيجر.