أُشفق على المشير عبدالفتاح السيسى بعد فوزه برئاسة الجمهورية باكتساح، وإذا كانت التهنئة واجبة لمن اختاره الشعب، فإن الوعى بحجم المشكلات المتراكمة فى مصر عبر عشرات السنين وخاصة السنوات الثلاث الأخيرة، يجعلنا نشفق على هذا الرجل، وندعو الله أن يعينه عليها ويقيه شر أصدقائه قبل أعدائه، فكرسى الرئاسة إن لم يكن مغرياً للرئيس قد يكون مغرياً لبعض من حوله الذين يأملون على الأقل فى الوجاهة والحماية، إن لم يكونوا يأملون فيما هو أكبر! الرئيس السيسى وهو يخطو بعد أيام نحو قصر الرئاسة، كما يعرف مشكلات مصر، يعرف أيضاً الكثير من أعدائه، وأعداء مصر، فمن هم أعداء الرئيس؟! 1- الإخوان الذين لا يكرهون أحداً مثل «السيسى»، فهو الذى اغتال أحلامهم بعد أن وصلوا لأول مرة إلى كرسى الحكم واعتقدوا أنها دانت لهم واستقرت، فإذا كان رأس الرجل -بحفظ الله وحمايته- عصياً عليهم، فإنهم لن يملوا وسيسعون إلى إثارة الفوضى والإيحاء بأننا نعيش أجواء ما قبل 25 يناير، وأن «السيسى» جاء ليعيد عصر «مبارك»! 2- فاسدو الزمن الساقط، الذين حاصرتهم الثورة وأوقفت نموهم وعزلتهم ووجدوا فى ثورة 30 يونيو فرصتهم للعودة من جديد، فقرروا استغلال حالة الغضب الشعبى من الإخوان، فيحاولون ترويج أن الثورة كانت خيانة وأنها من فعل الإخوان وعلينا حتى نغيظهم وندمرهم أن تعود مصر إلى ما قبل يناير 2011، لذا كان واضحاً تحركاتهم الشديدة للظهور فى المشهد ومغازلة «السيسى»، الذى لم يكن له حق الإقصاء أو الإبعاد، وهو منهمك فى معركته على أكثر من جبهة، وبهذا يتفق هدف الإخوان والفاسدين!! 3- الدولة العميقة متمثلة فى مؤسساتها، متجسدة فى صغار الموظفين وكبارهم، الذين نموا فى ظل جمهوريات الفساد، ورتبوا حياتهم على ما يدخل جيوبهم بطرق ملتوية وغير شريفة، ولن يقبلوا التغيير بسهولة، جمهورية الموظفين خطر على أى رئيس، إذ لم يحمِ الشريف فيهم، ويؤهل فاسدهم ويمنحه فرصة الحياة الشريفة الآمنة! 4- الشباب الذين يمثلون 60 فى المائة من تعداد الشعب المصرى، إذا لم يجدوا رئيساً متفهماً حانياً، يؤمن بأنه جاء لبناء مستقبل أفضل لهم، وأنهم شركاء فى هذا البناء، وأنهم ليسوا متآمرين ولا خائنين لهذا الوطن، وأن القمع والحلول البوليسية لن تؤدى إلا إلى خسارتهم، وتحويلهم من قوى فاعلة ومؤثرة فى مصر إلى قنابل غاشمة جاهلة فى أيدى متطرفى الدين والسياسة! 5- الفقراء والمظلومون فى هذا البلد، الذين راهنوا على الرئيس وانتخبوه، هؤلاء يريدون أن يشعر بهم وتكون أول قراراته من أجلهم، فقد صبروا طويلاً، ولن يطول صبرهم! 6- العدو الأصعب والأخطر على الرئيس، نفسه، التى أثق أنها تقية، بإلهام من الله، فلن تكون فاجرة أو أمارة بالسوء، مهما حاول أهل السوء!!