في مارس 2008، اعتلى الشيخ محمد حسان منبر أحد المساجد ليخطب في الجموع حول الرسومات الدنماركية المسيئة للرسول الكريم، ليقرأ في تأثر شديد، ودموع منهمرة قصيدة: في زمن الردة والبهتان.. ارسم ما شئت يا فنان.. فزمان الردة نعرفه.. زمن المعصية بلا نكران.. من حوله يردد العشرات تلك الأبيات، ثم يعلو هتافهم " الله أكبر"، عندها يشتد هجوم الشيخ، ويعلو الصوت مخاطباً أصحاب الرسوم المسيئة، "دع الباب يا زنديق .. دع القرآن يا زنديق .. دع المصطفى يا زنديق.. وقم واسكر بين الأوثان". في الجمعة 14 سبتمبر 2012، اعتلى حسان منبر مسجد عمر بن الخطاب، في خطبة عنوانها "عذراً رسول الله"، ليخطب في الجموع حول إساءة جديدة، وهي ظهور فيديو قيل أنه جزء من فيلم مهين للرسول، ليتلو نفس القصيدة، بعد تغيير كلماتها لتناسب الإهانة الجديدة: في زمن الباطل والبهتان .. صور ما شئت يا فنان ولا تخجل.. فالكفر مباح يا فنان.. فيلم مرذول وجبان.. يسئ لأطهر إنسان حسان يخاطب صاحب الإساءة بديانته، فالرسام المسيء للرسول وصفه ب"الزندقة" أما في الفيلم المسيء خاطب الأقباط في حديث هادئ، "اسألك بربك يا فنان.. هل تجرؤ أن تكسر يوماً أحد الصلبان"، ثم يؤكد في بيت آخر على احترام المسيح وأمه مريم في الإسلام، " لن نقبل هذا يا فنان .. فعيسى ومحمد أخوان .. وفاطمة ومريم أختان". القصيدة التي يستخدمها الشيخ محمد حسان مع كل إساءة لرسول الإسلام محمد، مع تغييره أبياتها، نسبها محبوه له على صفحات المواقع الاجتماعية للشيخ معجبين بموهبته الشعرية، وربما يرجع ذلك إلى أن حسان أغفل في المرتين ذكر مصدرها الأصلي، فالقصيدة الأصلية للشاعر فاروق جويدة، وكتبها بعد رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني، الهندي الأصل، سلمان رشدي، وهي الرواية التي صدرت عام 1988، وأساءت للإسلام والرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، وآل بيته، ومنعت من الصدور في عدة دول، وخرجت على إثرها المظاهرات والاحتجاجات في دول العالم الإسلامي. كتب جويدة القصيدة الأصلية لسلمان الهندي، ثم استعملها حسان للرد على الرسومات المسيئة الدنماركية، ثم الفيديو المسيئ الأمريكي، ولعلها تتغير مرة ثالثة إن تكررت الإهانة.
