تلقت سفينة حربية أمريكية متعدية في المياه الإقليمية للصين تحذيرا بالابتعاد، حسب ما أكد متحدث عسكري، متعهدا بأن يواصل الجيش الصيني جهوده الحازمة لحماية السيادة الوطنية والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، في خطوة تهدد بصدام عسكري محتمل بين الدولتين. وقال المتحدث باسم قيادة المسرح الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني، الكولونيل "لي هوا مين"، في تصريحات في وقت متأخر أمس الخميس، ردا على تعدي المدمرة التي تحمل الصواريخ الموجهة "يو إس إس موستين" على المياه قبالة جزر شيشا، إنّ "القوات البحرية والجوية التابعة للقيادة تتبعت السفينة الحربية وتحققت منها وتعرفت عليها وحذرتها بالابتعاد". متحدث عسكري صيني يحث الجانب الأمريكي على وقف الاستفزازات وأوضح مين، أنّ الجانب الأمريكي في تجاهل منه لقواعد القانون الدولي، أثار مرارا الاضطرابات في بحر الصين الجنوبي، ويمارس الهيمنة الملاحية بحجة حرية الملاحة"، مضيفا أنّ مثل هذه التحركات تقوّض بشدة سيادة الصين ومصالحها الأمنية والنظام الملاحي في بحر الصين الجنوبي، وفقا لما ذكرته وكالة "شينخوا" الصينية. وحثّ المتحدث الصيني، الجانب الأمريكي على وقف الاستفزازات والإدارة الصارمة لتحركات قواته البحرية والجوية، وكبح جماح قواته في الخطوط الأمامية حتى لا تتسبب في حوادث غير متوقعة، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. وفي إشارة إلى أنّ الصين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة لها، قال "مين"، إنّ قيادة المسرح الجنوبي ستظل دائما في حالة تأهب قصوى، وستحمي بحزم سيادة الصين الوطنية وأمنها، وستحافظ بحزم على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وتبادلت الولاياتالمتحدةوالصين، أمس الخميس، التصريحات الحادة وسط تصاعد التوتر العسكري بين أكبر اقتصادين في العالم. وأوضحت وكالة "رويترز" للأنباء، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إنّ بلاده "لن تتخلى عن شبر" في المحيط الهادي، بينما ردت الصين بالقول إنّ واشنطن تخاطر بأرواح الجنود. وثمة خلاف بين واشنطنوبكين حول قضايا من التكنولوجيا والتجارة وحقوق الإنسان إلى الأنشطة العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي، وتتهم كل دولة الأخرى بانتهاج سلوك استفزازي. ونفذت سفينة حربية أمريكية، أمس الخميس، عملية روتينية قرب جزر باراسيل في بحر الصين الجنوبي، وهو ما تنتقده الصين عادة بوصفه تهديدا لسيادتها. وقال إسبر، متحدثا في هاواي: "دعما لجدول أعمال الحزب الشيوعي الصيني، يواصل جيش التحرير الشعبي اتباع خطة تحديث صارمة للوصول إلى جيش على مستوى عالمي بحلول منتصف القرن". وأضاف الوزير الأمريكي: "سيتضمن هذا بلا شك السلوك الاستفزازي لجيش التحرير الشعبي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وفي أي مكان آخر تعتبره الحكومة الصينية حاسما لمصالحها". "إسبر": منطقة المحيطين الهندي والهادي محور تنافس على النفوذ مع الصين وأشار إسبر، إلى أنّ بلاده تأمل في العمل مع الصين لحملها على احترام النظام الدولي القائم على القواعد حتى مع حنث بكين مرارا بوعودها وسعيها لتحديث عسكري واسع النطاق. ووصف وير الدفاع الأمريكي، منطقة المحيطين الهندي والهادي قبيل جولة يقوم بها هناك بأنّها "محور تنافس على النفوذ مع الصين". وتابع إسبر قائلا: "لن نتخلى عن هذه المنطقة، عن شبر من الأرض، لبلد آخر يظن أنّ شكل حكومته وآراءه فيما يتعلق بحقوق الإنسان والسيادة وحرية التعبير والمعتقد والتجمع، أفضل بشكل ما مما لدى الكثير منا". وردت وزارة الدفاع الصينية منتقدة "سياسيين أمريكيين بعينهم"، قائلة إنّهم يضرون العلاقات العسكرية الأمريكيةالصينية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل لأجل تحقيق مكاسب أنانية إلى حد السعي لاختلاق اشتباكات عسكرية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، "وو تشيان"، للصحفيين في إفادة شهرية، أمس الخميس، "هذا النوع من التصرفات يعرض أرواح الضباط والجنود على الخطوط الأمامية من الجانبين للخطر". وأضاف "تشيان"، أنّ بلاده ليست خائفة من "الاستفزاز والضغط" من جانب الولاياتالمتحدة وستدافع بحسم عن نفسها ولن تسمح للولايات المتحدة بإثارة اضطرابات. وأوضح "تشيان": "نأمل أن يتبنى الجانب الأمريكي بحق رؤية استراتيجية، وينظر إلى تطور الصين بنهج منفتح وعقلاني ويتخلى عن مستنقع القلق والتشابك". وأعربت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم، عن قلقها من التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين مؤخرا والتي شملت إطلاق صواريخ في بحر الصين الجنوبي. وقال "البنتاجون"، في بيان، إنّ "إجراء تدريبات عسكرية في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي لا يساهم في تخفيف التوتر والحفاظ على الاستقرار".