يقف ثلاثة لفحص بطاقات الرقم القومي، وتفتيش حقائب الناخبين، ومراقبة أي تحركات مريبة، ومساعدة الناخبين، داخل لجنة مدرسة طنطا الثانوية، لأنهم المكلفين بتأمينها من أي أعمال إرهابية، من شأنها إفساد العملية الانتخابية وتعريض حياة الناخبين للخطر. ينظمون طوابير الناخبين بكل روح ونشاط، وهم يدركون جيدًا أن حياتهم معرضة في أي وقت للخطر، إذا ما نجحت إحدى محاولات العناصر الإرهابية في استهداف لجنتهم بسيارة أو دراجة مفخخة أو قنبلة. "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".. رددها المجند مصطفى رشوان 3 مرات متتالية، تعقيبًا على كلام أحد الناخبين بحوزته حقيبة أثناء تفتيشه لها: "متخفش ما فيهاش حاجة تؤذيك إنت وزملائك.. إحنا بنحب مصر وجيشها"، مواصلًا كلامه بابتسامة تملء وجهه: "تعلمنا في الجيش إن مهتنا حماية أهلنا وإخواتنا وإن كان المقابل حياتنا، لسنا هنا لحماية الانتخابات بل لحماية المواطنين اللي رفعونا فوق أكتافهم ويقفون دائمًا بجوار جيشهم ويدعمونه في كل وقت". وأضاف: "أنا وزملائي جمعنا تأدية الواجب الوطني للمرة الأولى بدخولهم الخدمة العسكرية، وجمعهم للمرة الثانية والثالثة بتأمينهم الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وأنا فخور بأنني أحد الجنود الذين شاركوا في تأمين ثورة 30 يوينو، واستكمال خارطة المستقبل، وإن شاء الله نأمن الانتخابات البرلمانية.. واللي جاي أفضل". "ما يحدث من أعمال تفجيرية يستشهد فيها من المواطنين وزملاؤنا من الجيش والشرطة تزيدنا إصرار على استكمال المشوار وتحقيق الاستقرار والأمان لمصر" جملة قالها المجند ابراهيم صابر، وهو يقف خلف مجموعة من الأجولة المتراصة أمام اللجنة وبداخلها الرمال، يقظ العينين لمراقبة أي تحركات مريبة، حاملًا سلاحه، ولا يخشى على حياته بقدر خوفه على حياة الناخبين، معبرًا عن سعادته بمشاركته في كتابة تاريخ جديد لمصر ووضعها على بداية طريق الاستقرار قبل نهاية خدمته التي تنتهي بحلول عام 2015، مطالبًا الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بمساعدته هو وزملائه في تأمين اللجنة بالانصراف وعدم التجمع أمام اللجنة حتى يتسنى لهم منع أي خطر قبل وقوعه. ويضيف المجند إيهاب جمعة، الذي لم تمنعه حرارة الجو من التحرك داخل فناء اللجنة للاطمئنان على سير العملية الانتخابية وأن المواطنين في أمان، وتوفير المقاعد لكبار السن ومساعدتهم في الإدلاء بأصواتهم: "الجيش علمنا أن نعمل على خدمة الآخرين ونوفر سبل الراحة لهم حتى تتحقق لهم السعادة، ورغم حرارة الجو المرتفعة لكن فرحة المواطنين بممارسة العرس الديمقراطي وهم مطمأنين على حياتهم وأصواتهم أنستني ما أجده من مشقة وعناء في تنفيذ مهمتي داخل اللجنة الانتخابية".