أجدنى مضطرة فى بداية هذا المقال للتأكيد على أنى حسمت اختيارى لرئيس مصر القادم من بين مرشحين فقط.. واختيارى للمشير عبدالفتاح السيسى ليس لدوره فى مواجهة الإخوان وإنقاذ مصر من بين أنيابهم وإنقاذ المنطقة من مخطط عالمى لتقسيمها، وليس فقط لأنه ينتمى إلى مؤسسة عظيمة نحبها ونثق فيها، ولا لأنه رجل دولة ويحظى بدعم مؤسسات الدولة وله ظهير شعبى كبير، ولكن أيضاً لأن منافسه الأستاذ حمدين صباحى -مع كل احترامى له وتقديرى لدوره النضالى وإصراره على المشاركة بالترشح فى العملية الانتخابية التى أتمنى ألا يقع فى الفخ الذى يريده له البعض بالانسحاب منها- غير مقنع بالنسبة لى بأنه الرجل المناسب لهذه المرحلة، فهو مناضل بلا تجربة فى إدارة أى من مؤسسات الدولة، غارق فى رومانسية سياسية قوامها الخطابة والشعارات التى تناسب حالة ثورية مؤقتة، عمرها أقصر من زمن مظاهرة، كما أن بُعده عن مؤسسات الدولة سيجعلها تقاومه بدلاً من أن تعاونه، لو أضفنا إلى ذلك رؤيته الاشتراكية التى تغازل الفقراء، وتقسو على الأغنياء، رجال الأعمال المستثمرين، وتهدد رأس المال العربى الذى لن يجازف مع رجل يكره الاستثمار ويؤمن بشعارات القومية على حساب لغة البيزنس، كل هذا يجعل قرارى محسوماً لحساب المشير السيسى. هذا الحسم لا يمنعنى من إبداء بعض تحفظاتى على خطاب السيسى وبعض ما جاء فى حواراته الصحفية والتليفزيونية، وأتمنى أن أجد لأسئلتى الحائرة إجابات قبل أن يصل إلى محطة الصمت الإجبارى، التى قد يأتى بعدها رئيساً دون أن نصل إلى إجابات ونرضى راضخين بالرئيس الغامض!! ■ أسأل المشير: لماذا منحت مرسى فرصة حتى عصر 3 يوليو على الرغم من يقينك بأنه خائن، يفرط فى حدود مصر، ويتخابر مع جهات أجنبية وغيرها من الاتهامات التى يحاكم بشأنها الآن؟! فلا أعتقد أن الأمن القومى يفرض الإخفاء، فالرجل يحاكم وكل شىء معلن على الملأ!! ■ لماذا يصر المشير السيسى على إخفاء برنامجه، والاكتفاء بالتلميح وبإعلان خطوط عريضة منه فقط بزعم الخوف على الأمن القومى، فهو الآن مرشح وليس وزيراً للدفاع أو رئيساً للجمهورية، ومن حقنا أن نعرف برنامجه وكيف سينفذه حتى نقرر أن نختاره بكامل إرادتنا ووعينا. ■ لماذا لم يعلن حتى الآن تعهداته أمام الشعب والمدى الزمنى الذى يلتزم به لتنفيذها؟! ■ لماذا يلتقى مؤيديه ولم يلتقِ معارضيه أيضاً ليسمع منهم؟! ■ إذا كان المشير السيسى يعرف جيداً أن هناك من يزرع خصومة بينه وبين الشباب، فلماذا لم يسعَ لمقابلتهم وأن يسمع لهم ولا يسمعون منه فقط كما قال فى حواره التليفزيونى الأخير؟! هذه أسئلة محب، ليس الهدف منها التشكيك، بل ليطمئن قلبى، فهل يُطمئن السيسى قلبى؟!