أكد محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن المنطقة تشهد حراكاً شعبياً غير مسبوق، تعلو معه الأصوات للإسراع بخطى الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، ويشكل علامة مهمة على الطريق في مرحلة فارقة لتجديد المناقشة بين مؤسسات المجتمع المدني في منطقتنا العربية حول قضايا عملنا الأساسية وسبل النهوض بمسئولياتنا فيها، وبما يلبي الحاجة الماسة للتعاضد والعمل معاً بعقل مقتوح في سبيل رفاهية مجتمعاتنا وتقدمها، وتعزيزاً للحقوق والحريات. وأضاف فى كلمته الافتتاحية في "المؤتمر الإقليمي نحو رؤية لحركة حقوق الإنسان فى العالم العربي"، أنه خلال العقدين الماضيين، شهدنا – كما شهد العالم كله معنا العديد من النماذج المتميزة التي كانت مجتمعاتنا المدنية العربية قادرة على توفيرها، وهو التفاعل الذي بلغ أوجه في المؤتمرات والقمم العالمية التي باتت ترسم دستوراً جديداً لحياة البشرية، وهي تجارب أكدت لنا أن المجتمع المدني العربي لا تنقصه الخبرة ولا الدراية، ولا يحتاج للوصاية عليه من أحد في الداخل أو في الخارج. وقال رئيس القومي لحقوق الإنسان: "إنه وسط عناء اللحظات وما يثور بشأنها من التباسات، دعوني أذكركم بأن الطريق قبل أكثر من 30 عاماً لم يكن سهلاً، وأن النجاحات التي حققتها حركة حقوق الإنسان في منطقتنا ليست بسيطة، فكثيراً من الأهداف قد تحقق، وإن كان الطريق لا يزال طويلاً لبلوغ أحلامنا، ولكننا نبقى دائماً على الطريق الصحيح وببوصلة سليمة، نعمل دون كلل أو ملل من أجل أمتنا العربية - أفراد وجماعات وشعوب. وشدد فائق، على أنه في خضم التحديات، يبقى جهدنا المشترك والحثيث مطلوباً لتعزيز ما أنجزناه معاً برؤى ومقاربات مختلفة واجتهادات متنوعة لنصرة قيم ومعايير حقوق الإنسان، وهو جهد ضروري كذلك لنشر الإيمان بأنه لا دولة آمنة ومستقرة قادرة على النهوض بمسئولياتها في تنمية عادلة وانتقال جاد إلى الديمقراطية بدون الاستناد على حقوق الإنسان، وقال:"إننا ندرك جيدًا أن حركة حقوق الإنسان هى حركة من أجل الوطن والمواطن ، وإنها حركة من أجل البناء و ليست للهدم". حضر المؤتمر، علاء شلبي، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وعز الدين سعيد الأصبحي، رئيس مركز التأهيل وحقوق الإنسان، وحجاج نايل، مدير البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان. ويستمر المؤتمر اليوم وغداً، وتناقش من خلال الجلسات التحديات السياسية الراهنة أمام حركة حقوق الإنسان والدور العربي فى المنظمات والمحافل الدولية، واقع التحديات أمام المجتمع المدني في البلدان العربية.