اختلف الباحثان الأمريكيان فى تقييم مدى نجاح العمليات العسكرية الحالية فى سيناء فى تحقيق أهدافها بالقضاء على الإرهاب، ومستقبل التعاون العسكرى بين الجانبين، والمساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة، ومدى تأثير صفقة السلاح الروسية على العلاقات الثنائية. وفى هذا السياق، أكد «براون» أن أمريكا ترى الوضع فى سيناء مثيراً للخوف والقلق، حيث تدرب الجيش المصرى على قتال حرب تقليدية وليس على حرب التمرد، وأن الإجراءات العسكرية تحارب التشدد بطريقة قاسية، ما يجعل المشكلة أسوأ، معرباً عن اعتقاده أن مصر ترتكب نفس أخطاء واشنطن فى فيتنام والعراق، بالاعتماد كثيراً على القوة، والقليل للتعامل مع الإطار الاجتماعى والسياسى الذى تولد عنه التمرد. واختلف «ريان» مع «براون» فى هذا الرأى، حيث اعتبر أن العملية العسكرية فى سيناء حققت كثيراً من الأهداف الاستراتيجية المهمة، وأحرزت تقدماً فى إغلاق الأنفاق غير القانونية، وقضت على تدفق السلاح والأشخاص عبر الحدود، والأكثر أهمية نجحت فى إضعاف حركة «حماس» لدرجة اليأس. واعتبر «براون» أن تسليم أمريكا لمصر المعدات العسكرية المتأخرة يحمل رسالتين فى نفس الوقت؛ الأولى أن مصر تعد شريكاً أمنياً لأمريكا، والثانية أن النظام السياسى المصرى لا يسير فى الاتجاه السليم، وهذه الرسالة المزدوجة تؤدى إلى الارتباك، وفى بعض الأحيان تؤدى إلى ظهور تصرف القطاعات الأمريكية المختلفة بطريقة غير منسقة. واختلف «ريان» مع «براون» فى هذه النقطة، حيث يرى أن كثيرين داخل الإدارة الأمريكية كانوا يعارضون تأجيل تسليم المعدات التى اتفق عليها سابقاً، وأنه من المهم أن الإدارة الأمريكية لم تصف الإطاحة بالرئيسين «مبارك» أو «مرسى» على أنه «انقلاب». ويرى أيضاً أن المساعدات العسكرية لمصر ودول أخرى معرضة على الأقل إلى التغيير، وليس فى الغالب إلى إلغائها، مشيراً إلى أن إسرائيل تدعم بوضوح استمرار هذه المساعدات لمصر. واعتبر «براون» أن زيارة المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق، ووزير الخارجية نبيل فهمى لموسكو، ما هى إلا رسالة إلى الرأى العام المصرى، معتبراً أن موسكو لن تقدم كثيراً لمصر. وأبدى «ريان» اعتقاده أن الصفقة الروسية لن تغير ميزان القوى فى الشرق الأوسط على الإطلاق، وأن الحصول على معدات عسكرية روسية ليس فكرة طيبة لمصر من الناحية العسكرية البحتة، لأنها تعقد المشكلة اللوجستية لتوريد معدات متضاربة، وتستلزم تدريباً للقوات للعمل بالنظم الروسية، وإذا كرر التاريخ نفسه فإننا نتوقع أن يأخذ إبرام أى صفقة مع روسيا وقتاً طويلاً.