يبدأ عمله في صباح كل يوم، يكنس الرصيف ويزينه بمجموعة من الزرع والورود متفائلًا بيوم جديد، قرر مصطفى أن يصبح ماسح أحذية منذ أربعة عشر عامًا ليكسب قوته بشرف و"يأكل لقمته من عرق جبينه"، يشعر مصطفى أنه في عُرف المجتمع خارج عن القانون رغم أنه يبحث عن لقمة عيش بالحلال. مصطفى وجد نفسه منذ صغره بمنطقة روض الفرج وحيدًا دون أسرة أو حتى زوجة، ولم يكمل تعليمه، الشاب الثلاثيني الذي يمسح أحذية على رصيف مترو البحوث، يتعرّض يوميًا لمشاجرات مع الباعة الجائلين، وتسببت له بجرح نافذ في الصدر، رغم أنه على علاقة جيده بزملائه والبائعين الجائلين. يرى مصطفى أن المجتمع لا يهمه البائع الجائل، والأمن يتعامل معهم كأنه ليس من البشر "روحت أعمل محضر الأمين قالي إحنا مش عايزنكم أصلًا يا مصطفى قطعوا بعض في الشارع"، وعبّر ماسح الأحذية عن إهمال الدولة له وهو في شدة الأسى مما يحدث له من البلطجية يوميًا في الشارع، مشيرًا إلى أن الأمن من واجبه أن يحمي البائعين من الخناقات وقال "الأمن بيشتغل ساعتين الصبح وباقي اليوم يتسولوا" حسب كلامه. تمنى مصطفى أن يكون هناك مشروع قومي في الصحراء، وأنه سيكون أول من سيذهب إليه ليتخلص من حياه الشارع "بتوع الإشغالات بيحاربوني وأنا مواطن مصري زيي زيهم، ووجّه رسالة لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب "عايزك يا حكومة توعيني وتوجهيني لو قالوا هانلم البياعين كلهم يروحوا يشتغلوا في الصحراء أنا أولهم". ورغم أن مصطفى يعمل ماسح أحذية إلا أن لديه ثقافة سياسية اكتسابها من الزبائن وحكاويهم وله وجهة نظر في السياسة، فهو يرى أن حمدين صباحي، المرشح الرئاسي، "مالوش شغلانة"، رغم أنه يعمل صحفيًا ويقول "بيقولوا صحفي.. كتب إيه حمدين أو عمل إيه مش عارف"، وعبّر ماسح الأحذية عن تأييده للمشير السيسي، وقال: "السيسي رجل دولة والجيش عمل حاجات حلوة، زي الطرق والكباري".