اعترف راشد الغنوشي، القيادي في التنظيم الدولي للإخوان وزعيم حركة النهضة التونسية، بارتكاب إخوان مصر أخطاءً أثناء توليهم الحكم، مشيرًا إلى قبوله استضافة قيادات التنظيم التي تريد اللجوء سياسيًا إلى تونس. وقال القيادي في التنظيم الدولي، في تصريحات نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قد يكون الإخوان ارتكبوا أخطاء، ولكن في الممارسة الديمقراطية الأخطاء لا تصحّح بالانقلابات، وإنما تصحّح بوسائل وآليات أخرى كالانتخابات السابقة لأوانها، ولذلك الإخوان في موقع صحيح، موقع المظلوم، والأخلاق تقتضي الدفاع عن المظلوم وليس إدانته". وأضاف الغنوشي: "هم مستحقون لدعم كل الديمقراطيين في العالم باعتبارهم مظلومين، إذ وصلوا إلى السلطة بانتخابات ديمقراطية، وخرجوا منها بانقلاب، ولذلك ليس هناك من موقف أخلاقي وسياسي ديمقراطي إلا مناصرتهم وإدانة الانقلاب". واعترف بارتكاب الإخوان أخطاءً في الحكم، ولكنه ذهب إلى أنه ما كان يجب أن يواجه الإخوان بهذا العقاب، قائلا: "الأخطاء المرتكبة لا تستوجب هذه النهاية، والوقت الراهن هو وقت مناصرة الديمقراطية في مصر، وليس وقت النبش في أخطاء الإخوان، رغم أنه دون شك كان للإخوان أخطاءهم". واعتبر الغنوشي ان الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مصر باطلة، قائلا: "ما بني على باطل فهو باطل، ومصر حاليًا لا تعيش أجواء انتخابية، هي فقط تعيش مسرحية سخيفة وسيئة الإخراج، كمن يضحك وهو يقف على مجزرة ويمشي على الجماجم". ورحب الغنوشي بلجوء قيادات الإخوان إلى تونس قائلا: "أنا تحدّثت عن موقف مبدئي، وهو من حق الدول الديمقراطية المنتمية إلى الأممالمتحدة أن تمكّن المضطهدين سياسيًا في بلدانهم من حق اللجوء، ومن حق الإيواء، وهذا موقف مبدئي نتمسّك به، لكن واقعيًا لم يتقدّم أي إخواني إلى تونس بطلب اللجوء، وللتذكير فإنه في الستينات عندما اضطهد الإخوان، وقفت الحكومة التونسية مؤيدة لهم واحتجت على حكم الإعدام الذي صدر ضد السيد قطب". ومن جانبه، قال معتز إبراهيم، كادر إخواني مقيم بالخارج، إن راشد الغنوشي مستاء ما وصل إليه تنظيم الإخوان في مصر، ودخل في وقت سابق في نقاش حميم مع قيادات الإخوان المقيمة في قطر، متهما إياها بتدمير التنظيم ومحاولة تدمير مصر وجرها إلى العنف المسلح نتيجة رفض الإخوان في مصر أي حلول سياسية معقولة. وأضاف إبراهيم في تصريحات خاصة ل"الوطن": "عرض الغنوشي على الإخوان احتضانهم في تونس، ولكن الإخوان متخوفين من سقوط النظام السياسي في تونس خاصة، وأنه ما زال في مهده ولم يقوي بعد، ولذا فقد رفض الإخوان عرض الغنوشي اللجوء إلى تونس لحين وضوح الوضع بشكل كامل وتشكيل النظام السياسي في تونس بشكل واضح".